حينَ كُنا صغاراً/
نسابقُ كلَّ الفراشاتِ بالعَدْوِ خلفَ الرياحِ
بطيّارةٍ من أملْ
نعتلي عرشَ أحلامنا..
حينَ كنا صغاراً/
نهجّي الحياةَ ونلعبُ/ .......
...................
منْ كانَ يَكذِبُ يرحَلُ عنَّا
وأصدقنا من يصيرُ البطلْ
نَغرِفُ الشمسَ
نحضرُ عرسَ الزهورِ
ونشربُ قنينةً مِنْ عسلْ
حينَ كانتْ حكاياتُ جدَّاتِنا
مثل نبعٍ يفيضُ علينا
ولا نرتوي..
كيفَ كُنَّا نُخبِّئُ بعضَ النقودِ
\"لسالي\"/
دموعاً..
\"لريمي\"/
ونحزنُ من أجلِ
\"هايدي وبِلْ\"
كان قلبُ الصغارِ كبيراً/
ولونُ البساتينِ أجملْ
لا كما ندّعي الآنَ/
كنا إذا مرَّ أستاذنا من وراءِ المرايا
نخافُ/
إذا لم نغيِّب لَهُ درسَنا
كان يرسلُ عصفورةً كي ترانا/
إلى أيِّ وقتٍ سَهِرنا
فنخجلُ إنْ لَمْ ننمْ باكراً..
كلُّ شيءٍ ينادي بهِ يعترينا
\"كـ كُنْ\"
كان أُستاذنا مرجعاً للحياةِ
وفقه الحضاراتِ
حضناً لنا..
حين يَطلبُ منا الكلامَ نغرّدُ
إنْ قالَ قوموا.. نطرْ
أو دعانا إلى درسِهِ ننتفضْ
حين كنّا صغاراً/
وذلكَ من ألفِ جيلٍ مضى...
كانَ درسُ الحسابِ عن الصفرِ/
كنا نفتّشُ عن إصبعِ الصفرِ من دون جدوى
إلى أن يقولَ لنا:
إنهُ الصفرُ مثل العَدَمْ
سلةٌ فارغةْ
إنما الصفرُ في الضربِ
كالقتلِ عمداً
إذا ما أضفنا لهُ أو طرحنا
كحسّانَ
لا يفهمُ الدرسَ مهما شرحتُ
ومهما قتلتُ
يظلُّ وراءَ المقاعدِ لا يُحتسبْ.
إننا الصفرُ..
قلتُ لأستاذنا نفسه البارحةْ
قالَ: \"يا ليتنا\".