ـ 1 ـ
لِمَ كلَّما صاحبتُ ظلاً
كي أبدِّدَ وحشةَ الأيامِ
غادَرني إليكْ؟
لِمَ كُلَّما حاولتُ قَطْفَ قصائدي
من قُبَّراتِ الليلِ
ساومَ منطقي السلطانُ
نازَعَني عليكْ
ما عادتِ الآياتُ ترشدني
إلى جهةِ الشمالِ
وضيَّعتْني في المواويل التي نُشرتْ لديكْ
هل كنتَ تُدرِكُ أنني
في ليلةِ الإِسراءِ والمعراجِ
قد دَثَّرتُ حرفي
كي أوحِّدَ حُجَّتي
وأطيلَ صوتي في استعاراتِ العَلَمْ
لكَ أن تُتَمِّمَ فرصتي
عند انكشافِ السرِّ عن فحوى العَدَمْ
لكَ أن تَقولَ وتسألَ الأزلامَ عن شكلِ الصنمْ
ـ 2 ـ
ها إنني من بذرةِ الأبواقِ جئتُ
وحطَّمتني الريحُ في درب القصيدةِ
قيَّدتْ عرشَ الكلامْ
صُنِّفتُ في صفِّ الرثاءِ
وصنَّفوا الأوراقَ كي أنسى الحمامْ
لكأنني ما كنتُ أرتشفُ المجازَ مع الخُطا
لكأنني ضيَّعتُ عرشي في فناجينِ الإمامْ
ها إنني من بذرةِ الأبواقِ جئتُ
وسوَّرتْني الروحُ في ودِّ القصيدةِ
خيَّطتْ ثوبَ \"الأمامْ\"
ـ 3 ـ
يا أيها الوزنُ الذي ما عادَ ينكرني
تمهَّلْ
حارتْ بكَ الروحُ الحَروْنُ.. تمرَّدتْ
صارت يماماً واستعارتْ خاتماً أحلى
وأجملْ
رفقاً بأضدادِ الندى في رؤيتي
واسألْ عيونَكَ عن نجومي
عن خريف الأمسِ والحلمِ المؤجَّلْ
أوَما قرأتَ مُعلَّقاتي في السحابِ
وما سألتَ سِتاركَ الليليَّ
عن جدوى الشموعِ
أما بكتكَ الريحُ كي أرخي جدائلها
على كتفٍ تجمَّلْ؟
أنا لا..
لَمْ أخنْكَ ولستُ أفعلْ
ـ 4 ـ
تَعِبَ الكلامُ من الكلامِ
كما تَعِبْتُ من الركوعْ
تَعِبَتْ أصولُ النحوِ من همسِ السكونِ
بكل قافيةٍ
وها قد غادرتْ كفي الشموعْ
دائي تمرَّسَ في مفاصلِ أحرفي
وأنا الغريقُ ولا أظنُّ بأنَّ قَشَّكَ منقذي
بل سوف تنقذني مكاتيبُ الرجوعْ
دائي تمرَّسَ بالمسافةِ، بل أنا
في عقربِ الوقتِ القتيلُ
وفي الهوى
في وجهِ كل صبيَّةٍ حملتْ حقيبتها ونامتْ
كي تُغيِّبَ درسَهَا
قربَ الذكورةِ، في الأنوثةِ
في مراسمِ مَجْدِنا..
في الشامِ، في الفسطاطِ في...
في دفترِ الإملاءِ، في
خَشَبِ اليسوعْ
لا ضَيرَ أنّي قد تَعِبْتُ من البُكَاءِ
وقد تعوَّدتُ الدموعْ.
ـ 5 ـ
هي رحلةُ المعنى إلى المعنى
هي الشّغبُ المُبَدَّدُ في فضاءِ الوردِ
والعِنَبِ المُكرَّمْ
لا شيءَ يُبعِدُ ناقتي عن هودجِ الشّمسِ المُعَظَّمْ
فاكتبْ وقارنْ حَرْفَكَ المصنوعَ من رملٍ
بناياتِ الندى
واقرأْ كِتابَكَ قُرْبَ موعِدكَ المتيَّمْ
ها إنني من حيلةِ الكلماتِ جئتُ
وصيَّرتني الروحُ من تعبٍ مُنظَّمْ.