على أيِّ دربٍ
خُطى السائرين تسيرُ..!!؟\".
إشارةُ آ...ه رسمنا مَلامِحَها
كاهِلاً مُؤْغِلاً بالأسى،
ونسَجنا صداها جَناحَيْ عُقابٍ،
مَدَدناهما خَفْقَةً فوق تلك الروابي،
لعلّ الصدى يستحيلُ عُقاباً،
يشُدُّ الرِّحالَ إلى بارِقٍ
في سحاب الدجى،
ويطيرُ.
وذُبنا انتظاراً،
ونحن نحَدِّقُ دهراً.
فيا غُربَةَ النفْسِ يكفي صُداحاً،
فقد ساد في دمنا الزَّمْهَريرُ،
وعدنا،
غرسنا الإشارةَ عُشْباً..
تنامى،
كأنَّ النخيلَ يُقَبِّلُ ثَغْرَ السواقي،
ورُحنا نُمَدِّدُ أجسادَنا هائمين،
وفي غَفْلةٍ من رُقادِ العيونِ،
تناهَت إلى العُشبِ دَوّامَةٌ
من غبارِ رجيمٍ،
أناخَت إلى الموت، عيدانَه
فاضْمَحَلَّت طَراوَتُه،
وتَرَدَّى شَذاهُ ودالت على رِئَتَيْه الصُّخورُ.
********
طَوَيْنا مسافاتِنا،
والمَفازاتُ فينا قطيعٌ غَرورُ.
بَهائمُه مُقْبِلاتٌ،
كما العَوْسَجُ المُرُّ،
من عالم الجِنِّ،
أثْداؤها قِرَبٌ كالتِّلالِ،
وليست تجودُ سوى باللظى والردى
والمَتاهاتِ والحشراتِ الضَّواري.
على هذه الحالِ نطوي مسافاتِنا،
والمفازاتُ فينا قَطيعٌ يدورُ،
وما زال من ألف عامٍ... وعامٍ
يدورُ.
********
أنُبصِرُ أنّ البُراقَ الشريدَ،
يطوفُ على عَتَباتِ السنينِ،
ويَطْرُقُ بابَ الحنينِ
الذي هَرَّأته العُصورُ.
أنُبصِرُ أنّ خَوابي البلادِ مُعَتَّقَةٌ
بالخيال الخَصيبِ
ورائحةِ الزَّيْزَفونِ
وخبزِ التَّنانيرِ
والأنجُمِ العاشِقاتِ
التي تتهاوى على شَفَتَيْها البُدورُ.
وأنّ على شجر الحَوْرِ تصفو حِكاياتُها،
وتُجاذِبُ سُمَّارَها،
في الليالي طويلاً،
وتجعَلُ من قمرٍ في الأعالي
وِسادَتَها
وتنامُ،
وحين يمُرُّ نسيمُ الصباحِ،
يُغافِلُها،
ويُقَبِّلُ رَوْنَقَها،
ويُراقِصُ بَسْمَتَها،
فيشِعُّ نهارٌ،
وتصحو على خَلَجاتِ النفوسِ
المُنى والتَّراتيلُ من حُلمِها
والشُّعورُ.
ويُقْبِلُ يومٌ،
تصيرُ الفراشاتُ فيه وَقوداً
لبُركانِه المُسْتَديمِ،
فكم سَيَطولُ الأسى..!!؟،
والخَوابي الثَّرِيَّةُ بالشَّهْدِ والوَعْدِ
والياسمينِ،
اقْتَنَتها مخالِبُ طيرٍ خُرافِيَّةٌ،
واحْتَوَتها أيادٍ مُبَرْمَجََةٌ،
أتقَنَت دَوْرَها بنجاحٍ مُريبٍ،
فهَلَّ على حَدَقاتِ العيونِ ظَماءٌ
تَبَوْتَقَ بين لَظاهُ السَّرابُ.
ويأتي ابْتِداءُ الحُطامِ شَفيفاً
كلَسْعَةِ أفعى,
توارَت وراء المتاريسِ,
فانسَفَكَ النورُ في الظِّلِ هَوْناً..
فهَوْناً,
وغارت أشِعَّتُه في سِلال الضَّلالةِ,
وارْتاعَ ظَبْيُ البَراري,
وصَوَّتَ في العامِراتُ الخَرابُ.
أنُبصِرُ ما أبصَرَته نُهودُ المصابيحِ,
وَهْيَ تميلُ إلى صافِيات اليَنابيعِ...
ما قَرَأَت في كتاب السنابلِ
حَنجَرَةُ الصامِتينَ..!!؟
أنُبصِرُ..!!؟
أم أنّ فوق الشِّفاهِ المَواتِ
يَطِنُّ الذُّبابُ,
وأنّ على ساجِيات المَواويلِ,
تَنهارُ شمسٌ,
ويَعْمى البَصيرُ..!!؟.
سُـ....ؤالٌ..!!!!.
وأيُّ سُؤالٍ غَرَسناه عُشْباً
أوانَ تصيرُ الأصابيعُ فيه
مخالِبَ شَتّى,
وتَنْشّقُّ فوق رَميمِ العِظامِ القُبورُ.