نامتْ على حقل البنفسج في أنوثتها
فأيقظتِ الشوارعَ في دمي.
وحدي رأيتُ الياسمين يصير راهبةً،
ويُخرج من ثنايا جيبه منديلَها،
ويشدُّ نيزكَها ليسكن في يدي.
: هل تقبلين بثغره أرجوحةً للنهد؟
كان الفلُّ شاهدَ عرسنا،
وأتى كنارٌ كي يشاركنا ولكن
حولتها الساحراتُ إلى غزالٍ،
كلّما اقتربت يدايَ من العناق
تسارعتْ قدماهُ...
يا أنثى بشكلِ غزالةٍ
فلتركضي،
ولتتعبي،
ولتفتحي بستانَ نومك
علَّني ألقي مصادفةً فمي،
فيعيدُ سحرَكِ لي.
سأبني كوخنا من غيمةٍ
شبَّاكُهُ غَزْلُ البناتِ،
وبابُه غزل البنات،
فإنْ نسيتِ بأيِّ محفظةٍ مفاتيحي
أكلتِ البيتَ حتّى تمسكيني من هيامي
فلتنامي،
ولتري في فسحة النوم انتظاري عارياً
يبكي بزاوية القصيدة
كان يبكي
كنت أبكي
نحن أبكى
حين يجمعنا ذهابكِ.
قلتِ لي:
لا أستطيع فراقَ شِعركَ
هل كذبتِ إذاً؟
كذبتِ
وكلّما كذبتْ تطاول وردُها
حتّى إذا صدقتْ
رمتْ عصفورةٌ أطيافَ فرحتها بنهدِ حبيبتي
وفمي يضوئه السماعُ...
سأجوب هذي الأرض بحثاً عن تعاويذٍ تعيدُكِ
قال لي العرافُ:
خذْ قنينةً من عطرها،
وجديلةً من شَعرها،
وعبيرةً من ثغرها،
واجبل بهنَّ الأفقَ،
ثمّ ادهنْ مزيجَكَ بالنساءِ
تَرَ الهلالَ كحلْقةٍ في أُذْنِ من تهوى.
أمامي بعدُ متسعٌ لأدركَ كم عليَّ منَ المهام
صنعت مزماراً من الدَّمَعَاتِ،
ثمّ نفختُ ما في القلبِ من أمَلٍ
فَسُقْتُ الكونَ خلفي.
يا غزالةُ
قد عجنتُ العالمينْ
كفطيرةٍ هل ترجعينْ
فرحت طيوري حين ردتْ ناهديكِ إلى الوجود
وإنما حين انتبهتُ
رأيت أهلي يندبونَ
كأنني قد صرتُ طينْ. |