إنها أحرف لا تفيق إلى حالها
قد سباها الخيال اللجوج
ومجّ بها كل أطيافهِ
فاستحالت سرابا
ورمتْ تحت أهدابها
شاعراً متعباً
فاستطارتْ عذابا
فكيف لمن عاد من رحلة التيه توّاً..
ومن أرهقته المواعيد باباً..
فبابا
يعود..
لينزع من جانبيه الحرابا؟!
***
وقالت: رأيتُ الربيعَ
يمزّق أغلاله
في القفارْ
ويذرو دموعاً من العشبِ
مبتلة بالندى
طيورٌ تسف
وهذا المغنّي
وحيداً..
ينوح بشبّابة من غبارْ
ويتلو مزامير رحلتنا في المدى
غيوراً على العشق
يبذرنا
وشوشاتٍ على شاطئ المبتدا
كأنّ وليت، لعلّ
حروفٌ مشبّهةٌ..
يا لها..!!
تظلّ تناديكِ..
تأتين فجراً..
على راحتيكِ يهلّ غمامٌ
وتخْطين نحوي
نسير إلى البحر
نمشي يداً بيدٍ
كمثل إلهٍ تجيئين..
يا ربّ أيّ اشتعالٍ
يلوب بأهداب عينيك..؟!
كم من بحار من الحبّ
قد خبّأتْ فيكِ أسرارها!؟
وكم من حقول نخيلٍ..
تداعت
لتلقي على خصرِك الحلو..
زنّارها؟!
تفكّين كلّ حبال المراكب
نبحر مثل ملاكين
من نرجس
وحنانْ
وحيدين..
عاد الزمان
يبعثر ألوانه في المكانْ
غريبين كنّا
شددتكِ للقلب
حتى تفلتَ طيراكِ فيَّ
وحتى...
تراخت يداك عن الصولجانْ
***
كأن المياهَ..
رأتْ عري أرواحنا..
فاستفاضتْ
لتلقيْ علينا وشاح زبدْ
وهذي الملوحةُ
ودّعتِ الماءَ
لمّا تسنّى لها..
أنْ تطال الجسدْ
سلامٌ عليكِ
وأنتِ تشدّين فستانكِ الليلكيَّ
عراهُ شذا أحرفٍ
لم يقلها أحدْ
حروفٌ مشبهةٌ
مثلنا
لها بلدٌ راعفٌ بالحنين إليها
وفي غربة الشعرِ
ألفُ بلدْ