كلُّ ما بقيَ الآنَ منّا دمشقْ
ودمشقُ هي الشرقُ والبرقْ
ودمشقُ هي المطرُ الحلبيُّ
هي الكَرَزُ الموصليُّ
هي الكوكبُ العربيْ
وهْيَ مَنُّ السماءْ
ودمشقُ البقاءْ
ودمشقُ الفناءْ
ودمشقُ فناءُ الفناءْ
(2)
لم يبقَ غيرُ دمشقَ مِنْ نبأِ الرسالةْ
فـاحفظْ وقارَكَ فالسـلالهْ
نامت جميعاً ليلةَ اشتعلَ الهزيمُ
وهبَّ زلزالُ الهزيمهْ
(3)
كلُّ ما بقيَ الآنَ منّا دمشقُ
فيا أيُّها العاشقونَ
قفوا حولها خُفَراءْ
فدمشقُ هي البسطُ والقبضُ
والقربُ والبعدُ
والسكرُ والصحوُ
والأنسُ والوحشةُ الآهلهْ
(4)
أعيدي لي هوى الماضي مُقَفّى
وموزوناً على نبضِ الكمانِ
فقد صَحَت البغاثُ بدون خوفٍ
وأخلدت الصقورُ بلا أمانِ
فيا شرقَ المروءاتِ الغوالي
ويا برقَ الفريداتِ الغواني
ذخرْتُكِ للشدائدِ جامحاتٍ
فشدّي أنفهنَّ على العنانِ
(5)
لم يبقَ حين رغا الضرامْ
غيرُ الشآمْ
فأقم صلاتَكَ في رحابِ
الجامعِ الأمويِّ وارشفْ
لذّةَ الحزنِ النبيلْ
بمقامِ أمِّ الهاشميّاتِ البتولْ
واغبشْ... فنسمةُ قاسيونَ
دواءُ جرحِكَ والسلامْ
وانشقْ عرار الشامِ إنّ عرارَهُ
مِسكُ الختام