سبحان حبكِ
كيف أرَّخني على لوح الهوى
وسعى إليَّ
وقد نفرتُ من المشيبِ
كأن بي
مما يعاودني صِباً
ألقى إليكِ زهورهُ ـ
فرعيتِها
حتى غدت غنَّاءَ.. تسألني:
أما عاد الشبابُ
وهل يعودْ.؟
عذراً
إذا أرَّخْتُ حبكِ وانتظرتُ مدارَهُ
فلديكِ أحقابُ انتظاري
كيف أنسى أنني
كم رحتُ أسأله سوانحَ لحظةٍ
أفضي إليكِ بما بقلبي من هوىً
حتى اعتكفنا برهةً
باحت بما كنا نريدُ..
ولا نريدْ
وسألتِني ـ لما أبحتُ ـ
ألم تكن تدري هوايَ
أما تحسَّ بأنني
ما كنتُ أكتم ما أبوحُ
وما أبوح بما أكتِّمُ
إنما..
شجن انتظارٍ
ظلَّ يحملني على
أن أستريح لديكَ
علَّ جوانحي
تفضي بحبكَ حين تعلنُ
أن حبكَ غامري
بندى الربيعِ
وبَعدها..
أعنو إليكَ
أجير حبكَ من هوايَ
أجير حبيَ من هواكَ
ونستفيء على المدى
ظلينِ نرفل في الظلالِ
كأننا
نسغ الحياةِ
وتوق اكسير الحياةِ
إلى كؤوس
تسأل الورّادَ
هل بعد الموارد من مزيدْ؟
ما زلتُ دونكِ مفعماً
بالذود عن عمري النوى
هل تأذنينِ لأضلعي
أن تستكينَ إليكِ
حين تضمُّ أنفاسي هواكِ
وتقرئين بخافقي
خلجات حبكِ
خفقة في خفقةٍ
تُملي عليَّ..
عليكِ..
أسرار الهوى
لتقولَ:
ضمّيني إليكِ إذا اتجهتِ إلى الصراطِ
أو ارجعي
سعياً إليَّ إذا قرأتِ جوانحي
فلعلّ بين السعي والتطوافِ
درباً
ما يكون سوى إليكِ
وما يكون سوى إليَّ
فنلتقي
حرفاً بفاتحة الوصولِ
ونقطةً فوق الحروفِ
ومن معانيها يشكّلنا الهوى
آياتِ عشقٍ ما يرتّلها سوى
من كان يعرفُ
سرَّ ناموس الوصالِ
إذا تغرَّب عن مسالكه المريدْ
لا تعجلي
إذ تبخلين بطيف عاطفةٍ
أما سكنتْ لديكِ الروحُ
مذ أغفت لديَّ الروحُ
تعْلمني بأنكِ
أنتِ منها وَقْعُ إنشاد النشيدِ
وأنتِ فيها
فيض أذكار الخلودِ
وأننا..
منها.. وفيها
سورةٌ
ما كان يقرؤها الفؤادُ
وإنما..
أوحت بها في الغار رؤيا
ثم نزَّلها على الصدرين وحْيٌ
آن ألّفنا بها
روحين في روحٍ
أردنا أن نرتّلها
فكنا
عزفَها ولحونَها
إن أقرِئَتُ
في السرِّ
أو في الجهر
ما تُغني عن الذكرى
وما تنأى عن الإيقاعِ
في أسرار إنشاد النشيدْ
فمتى يجيء الوحيُ
إيذاناً
بأن نُلفي على النجوى رؤانا
أنت في مهوى الفؤادِ
وفي الفؤاد أنا الهوى
وكلا المسافة خطوةٌ
عبرتْ إلينا
فاستعادت خطوها منّا
وتابعتِ الرسالةَ
حسبها
أنّا حملناها إلينا
سرُّنا فيها هوانا
جهرنا فيها لقانا
فافتحي للشمس نافذة العبورِ
ورتّلي للريح آياتِ النشورِ
وأشرعي
بيني وبينكِ قبلةً
ما تقصدين رحابَها
إلا إذا كنا بها
إلفينِ يجمعنا الصراطُ
فلا نضلُّ..
ولا نحيد
ونفيض من حيث ابتدأنا
فالتقينا
أنتِ في إثر الوصالِ
وفي الوصال أنا بإثركِ
نستردّ شعورَنا
من لحظة فيها نغيب مع الغيابِ
ونستظلّ بظلّ سارية السحاب
لكي نظلَّ على المدى
إثنين وحّدنا وصالٌ
جاوَرَته الروحُ مؤمنةً بأن مصيرَنا
ـ مهما استبدّ البعدُ ـ
سانحةٌ تباركنا
وتشهد أننا
فَتْحٌ عصاه البوح في الأبد الأبيدْ
بالفجر أقسمَ
بالليالي العشر
إن دروبنا
ما أُشرعت إلا لنعبرها على
جسر الإيابِ
إلى الرحابِ
نعبُّ أنخابَ الشرابِ
ونستزيدُ..
ونستزيدْ
وندير أقداح الرِّضابِ
على السراب إذا اشتكى ظمأً
ونمعن في الشرابِ
عسى نغيب عن العيانِ
فنقتفي
آثار غربتنا
فنصحو..
أنت في فلكِ انتظار هنيهةٍ
وأنا رهان الوقتِ
أوقِفُهُ على أن نلتقي
ونقيمَ في سفح المحبةِ
لا نملُّ..
ولا نبيدْ |