ـ ناي على شفة العراء
الدرب يخلع صُحْبة الأحجارْ
الدربُ.. أحجارٌ مُسوّمَةٌ بلا أملٍ
بلا وعْدٍ يزيحُ جلافة الريح التي
تتناهب الرمل البَوارْ
نايٌ على عكّازه المحزون
يُحرق ما تناسَتْهُ المواجد
فوق أردية الغبارْ
نايٌ كمثل الدمع
يقْطُرُ من شقوق الأغنياتْ
نايٌ على قلقٍ
كأنَّ الريح تحت حدائه المهدور في صَلَفِ الهواءْ
نايٌ يُسرّب مِيْتةً
حمَلَتْهُ أطيار النحيب إلى بلاد الأمنياتْ
كي يُسْند اللحن المسافر في تباريح السؤالْ
كي يرفع الحزن العجوزَ
إلى منصّة حكمةٍ سُفِكَتْ على باب الخريف مجدّداً
والشيبُ في رأس الشَمالْ
كمْ ماتت الأحجار من شَظَف السكونِ
وغادرتْ أشياءها دون التفاتْ
الحبَّ ماتْ .........
واستكثر الأعداءُ دفْن شقيقه المرميّ
في صمت العزاءْ
نايٌ على شفة العراءْ
لمْ يعرفوا كيف استثارَ قبيلة الأحجار
والتقمَ البكاءْ
قدْ جاء من أقصى الكآبة بالبشارهْ
وأعدَّ في عجَلٍ ولائم حزننا
نايٌ تهجّى وحده
المقدور في لوح الخسارهْ
سيلفَّ قطنَ سمائنا
ويجرُّ أرضاً من حكايات الندمْ
وسيغزل الريح الأكيدة
كنزةًً لتدفّئ الأحجار
في برد المشيئة والعدمْ
نايٌ يغنّي للبرازخ
نازفاً كلّ المراثي
نازفاً آمال أحجارٍ ذوَتْ
نايٌ يُنادِمه العراءْ
نايٌ يؤرّخُ محنة الأحجار
في غسق الفناءْ.
****
ـ ((....))
أخطأتُ العتمة
إذْ أطْلَقتُ رصاص الصحوِ
على كفني
ورأيت.........
كأنّي ضوءٌ
يخفقُ في ظلمات التَعَبِ.
مدَّوني زمناً
فوق بقايا أغنيةٍ
فرأيت ـ لهول الرؤيا ـ
صمتاً يُسرفُ في طلبي
..................
أتُراه صديقي استَعْتَبني
وكوى الأشواقَ على قبري...؟؟
أتُراه ضياءً
أخْفَق في إخراجي من ليل المعنى
أتُراه يباباً باغتني...؟؟
أمْ صوتَ امرأةٍ
ولَدَتْني صمتاً/ صمتاً
حتى غابتْ في شَجَني...؟؟؟
أمْ داراً
كانتْ تُدْمِنُني
والآن...
تضيقُ على بَدَني...؟؟؟
......
....
إنّي أخْلَفْتُ مواثيقي
أخْلَفْتُ العُمْرَ
كما أخلَفْتُ لقاء اللقمةِ
في وطني.
...........
.............
أخلَفْتُ مكاني أسئلةً
وتركتُ الباقي
للزَمَنِ......!!!
*** 16/2/2002
ـ في ستة أحلام
(... إلى فلك)
1
الماءُ يعطشُ
إنْ رآكِ بحضرتي
يبكي حنانا
هل عاد قلبي
من شتات غيابك المقدود
من همٍّ روانا..؟؟؟
أم غادرتنا قصّةٌ
أغْوَتْ هواء الأرضِ
وانسحبتْ (بلانا) .... !!!!
2
شيءٌ يقُضُّ منيّتي
......
......
بابٌ
يقود إلى السَكِينةِ
وارتقابُ جنازةٍ
لبِسَتْ ثياب قصيدتي..!!!
3
أزداد في كَنَفِ الحضورِ
غيابا
وكأنّني
قمرٌ يخونُ لُجينَهُ
أو عتْبَةٌ
قدْ خاصمتْ بجنونها أبوابا
......
هل في رماد قصيدتي
شيءٌ يفوق كآبتي
ويزيد عزلتي انسكابا...؟؟؟؟
4
أمْسَكْتُ
ذاتَ منيّةٍ
قَلَمَا
فبكى...
بكيتُ...
ولمْ أزلْ
جرحاً يهيم
ويحتسي نَدَمَا....!!!!
5
بابي يكلّمُ عشبةً
نامتْ على وعد الرجوع مِرَارا
بابي
سيبقى سادراً
حتى القيامة
يكتوي بصريره المكلوم
ينْزف
صحبةً
وديارا...!!
6
أقولُ
في سريرتي:
لعلّني كويكبٌ
منَ الأسى انسَلَخْ...!!
تقولُ لي
قصيدتي:
يداكَ أوْكَتا
وفُوكَ قدْ نَفَخْ...!!!
***