ـ محمد علي شمس الدين
(من دقَّ بابك في ظلام الليل
من رَجُلٌ سواكَ يعود نحوكَ يا غريبُ)(1)
يا شاعراً سهِرَتْ جهات الأرضِ ملء جنوبهِ
رَجُلان نحنُ
على صراط أهيفٍ
وأمامنا حزنٌ ينادي
لا نجيبُ
وكأنّنا جمرٌ على شفة المواقدِ ينتشي
وكأنّنا نارٌ
على ماءٍ تلوبُ
وغابةٌ من أمنياتٍ
قَصَّتها فأسٌ رهيبُ
من (عاملٍ)(2)
قصَدَتْ سفينة شعرنا
مُدُنَ السماءِ
فما رأينا بقعةً
سَلِمَتْ من الماء العجولِ
كأنّما (الجوديُّ)(3)
زنَّرهُ النحيبُ
ومحمّدٌ
يرفو الجنوبَ بشِعرهِ
وكأنّه..................
بابٌ يدقّ على السَكِيْنةِ
أو دعاءٌ لا يخيبُ
كمْ أستفيقُ
لكي أدجِّنَ خيبتي
وإلى الشمال
أقودُ عيرَ خسارتي
وكأنّني وطنٌ سليبُ
أو شاعرٌ فضح المثالِبَ:
أمّةٌ في النَزْعِ
دارٌ من حنينٍ مُضْمَرٍ
روحٌ تُغَرْغِرُ
لا تغيبُ
سأدقُّ بابكَ في ظلام الليلِ
يفتَحُهُ ..... الجنوبُ
..... قلبكَ المطعون ورداً
واثِقاً...
سأعود نحوكَ يا حبيبُ
فأنا وأنتَ
مسافران إلى القصائد وحدنا
متواطئان على الرحيل
كأننا شمسانِ
في شفَقٍ يغيبُ.
***
ـ أنشودة الطين
الماء في كفّيْ سرابْ
والماءُ يعني أن أسير على الرمال
إلى أقاصيه الأسيرة في منامات الترابْ
ليكون... طينٌ لازبٌ
ويكون حزنٌ
يستفيق
على مخيّمه
الصحابْ
***
ـ أنا بئر نفسي
أنا بئْرُ نفسي..
وقعري سحيقٌ..
أقومُ إلى الّليلِ... أرفو الظلامَ
وأدني قباب الخرابِ
لعلَّ الظلام يراني
لعلَّ الجحيم يراسِلُ قلبي
ويمنحُ حقَّ اللجوء لما قدْ تبقّى
من الشِعْر تحت اللسانِ
أنا بئر نفسي..
وقعري لساني..!!
وكلّ العقارب تبغي الوصول
لسرّ احتقاني
أنا ليل حزني
أنا عتمتان بباطنِ روحي
تقضّان صحوي
وها قد رحلتُ وظلّ المكانُ أسير المكانِ
أما قدْ كفاني
رحيلاً إلى نائيات المعاني...؟؟
فقدْ ضاقَ عمري على إصبعيّا
وقدْ ضاق حبر الدواةِ
وضاق البياضُ
وضاقتْ بلاد الكتابَهْ
ولي... بعد موتي...
انتظارُ السحابَهْ
ولي في العراءِ...
بيوتُ الكآبَهْ..!!
بُعيدَ انتثار الأخوّةِ في وشوشات النساءِ
بعيد اكتشافي لِعُشِّ الممات
بعتبة روحي...!!
أنا بئر نفْسي...
وقعري سحيقٌ... بعمق الجراح...
وغَدْر الصحابَهْ
رَمُوا لي الربابَهْ..
وقالوا:
ستمدحُ مسخاً
يزوّرُ شِعْراً
وقالوا: تُقلِّدُ قرداً وسام النجابهْ...!!
فقلتُ:
ذروني وحبري الصدوق الأمين
فحبري حرونُ
وما زال ضدّي..!!
...................
يقولونَ: تبّتْ يَدٌ لا تخونُ..
أقولُ:
أنا بئر نفسي..
وحيثُ يكونُ العراءُ...
أكونُ....
***