)
المرمرُ نَشيدي الأثير
فليَكُنْ نشيدَ غيري
بِأزميلِهِ الخاص.
(2)
صَديقي.. النَحّاتُ الفِطريُّ
رَحَلَ صباحَ غيمةٍ عابرةٍ..
آهٍ.. مَنْ سيسرِقُ المرمَرَ
مِنْ عَتَباتِ البيُوتِ المهدمةِ
ويخلُقَ مِنْ مرمرٍ عتيقٍ
أناشيدَ جدَيدة.
(3)
دجلةُ
مرمرٌ يسيلُ
والصباحُ
يلملمهُ عندَ شمسِ الغابات
(4)
كانَ المرمرُ.. رفيقَ أحلامِنا
فقراءُ..
لا نملِكُ فِراشاً
(5)
لا أحدَ يفهمُ المرمرَ
إذا لَمْ يصادِفْ غزالةً
تغسلُه في الصيفِ
قَبْلَ مَساءٍ أبيض
(6)
القناطِرُ القديمةُ
مَرمرُها المقوسُ
كانَ يقرأُ لَنا آيةَ الكرسيِّ
حينَ نخافُ الظُلمة
(7)
تفتَحُ لي صَدرَها وريقاتُ البيبونِ
وتتشرَدُ الغاباتُ على التلالِ
دجلةُ.. هو الوحيدُ الذي لا يعرِفُ
إنه يسيرُ إلى البحر
(8)
لَمْ يهدأِ النهرُ أبداً
لكنّه يبتئسُ
تأكُلُ عنفوانَهُ الحافاتُ
كمنديلِ عاشقةٍ
أتلفَ الدمعُ حاشيَتهُ الفضيةَ
(9)
أنتِ النارُ التي تتشكَلُ
داخِلَ وردةِ المرمرِ
والمرمرُ
الذي يتشكَلُ مِنْ دَمْعِ العُيون
(10)
برودَةُ عَيْنِ الكبريت
تتكسَرُ على صَخَراتِ دجلةَ الملساء
وظلالُ النِساءِ البعيدةُ
تتكسَّرُ في أحلامِ العُشّاق
(11)
وَجهي صَقَرٌ
وعينايَ مهرٌ طافِحٌ
في بريتِكِ الشذريةِ
وغاباتِكِ التي لَمْ تُمَس
(12)
بين الفَضاءِ والنبعِ
تتساقَطُ الشمسُ الصباحيةُ
عندَ منحدراتِ (دير مارمتي)
رويداً.. رويداً
(13)
معي.. حينما تكونينَ
أشعرُ أنَّ الملائكَةَ
تُزيحُ مِنْ أمامي
حجارَةَ الطريق
(14)
لا أحَدَ يَسألني عَنْ هويتي
أنتِ الشمسُ
التي تقدِمُني على العالم
(15)
مِنْ ساتِرِ البنفسجِ
حتى صمتِ الأمسِ
لا أجدُ طريقاً إليكِ
فهل أجدُ طريقاً منكِ
إلى نايِ الأَصيل.
(16)
ألوانٌ تملأُ الأُفُقَ
نينوى زرقةٌ
وفضاؤُها عَرَبات
(17)
يشتَعِلُ صهيلُ جَوادي
وحيداً في البرية
عند تُخومِ نينوى
وأسوارِها المحطّمة
(18)
بيني وبينك
أناشيدُ الحقولِ
وكرةٌ فضيَّةٌ
مِنْ خيوطِ الساتانِ الموصليةِ
(19)
لِماذا أريدُ أَنْ أعرِفَ بيتَكِ
عندَ طَرَفِ الغاباتِ القصيةِ
سوفَ لَنْ أدخلَهُ أبداً
(20)
قبلَ مغيبِ الشمسِ
تُغلِقُ مدينةُ الحَضَرِ أبوابَها
وتشرَبُ نبيذَها القاني
حتى مَغيبَ الشَّمسِ التالي
(21)
أيتّها المزروعةُ قَمَراً
فوقَ حافَةِ الحُلمِ
شهداؤُكِ نجومٌ
وشواهِدُ أبنائِكِ راياتٌ
كانوا رِمَاحَ الصّباح
(22)
صافيةٌ كفكرةِ النبي
وعميقةٌ كذاكرةِ القديّس
وأنا منذُ أولِ السنينِ
تلميذُ الفَوضى
الذي تَضيعُ منهُ الكَلِمات.