الشرفة غرقى بالضوءِ
وستارتها الهفهافة تحمل عطرْ
وعيوني سابحة باللاشيءِ
تسبح فيها دنيا من أحلام الفجرْ
خرجت للشرفة فوحة عطرْ
تحمل في عينيها باقة شعرْ
تحملُ في الكفّين ربيع العمرْ
باقة زهرْ
ضمّت فيها خمسةَ عشرْ
زهراتٍ فيها النرجس والفلُّ
زهراتٍ كللها الطلُّ
تخبّئ في الصدر حكاية حبِّ
تتفتّح في القلبِ
وتطير.. تطير مع الريحِ
للنسمة.. للأحلام.. لأشواقٍ فوق البوحِ
تفضحها البسمة ترتاح على الثغرِ
كلآلئ في أعماق البحرِ
وتطير.. حمامات بيضاءُ
بالصدر.. وتخفق أشواقٌ عذراءُ
وأنا في الشرفة يرعشني
شيء يخفق بين ضلوع الذكرى
شيء أكتمه قسراً!..
***
عذراءَ الشرفة.. أيقظتِ الشوق الخابي
في صدري الراقد خلف الأبوابِ
فتَّحتِ شبابيك الماضي النشوان
فجَّرتِ ينابيع حنانْ
وأنا في الشرفة تسحقني حسرهْ
لا... ليس لنا غير الخيط الواهي..
غير النظره
ما عادت تأسرني بسمه
ما عادت تحملني للحبّ ولا نسمه
ما عدتُ أحبُّ سوى عينيْ زوجِتي الحلوه
فأنا يأسرني الخاتم في إصبعيَ اليسرى
ما عدتُ كما كنتُ
أنا حبٌّ ينسجه الصمتُ
... وتغازله النشوه
في قلبي شرفة حبٍّ غارقة بالضوءِ
تفتحها.. تستقبل أيامي المحرومة من كلِّ حنانْ
كلَّ صباحِ... لخيوط الشمس
بسمتها المسروقة من فجر الأمس
عنياها قنديلان يضيئان دروبي
ما عدت أضيع بعينين.. برحلة حبٍّ مشبوبِ
عذراء الشرفة.. ما عدت أضيعْ
خلف الأوهام.. وخلف اللاشيء
فدنانا غارقة بالضوءِ!...