كلامٌ ينامْ،
وأنت؛
على طائرِ الموتِ،
تَطوي المسافاتِ،
تهزأُ بالريحِ والزعماءِ،
وتشرعُ بابَ الصمودِ الحرامْ.
وجُرْحكَ يَطوي البلاد، وحيداً،
وحزنك.. يكبر مثل البنفسج، في
كل عامْ.
إلى أين تمضي؟!
وصوتك يُؤنسني يا حبيبي
وصوتُ الملايين يرفعُ روحي،
ولكن..
صمتَ الذين ينامون فوق العروش
يزلزلُ قلبي،
ويتركني في مهب الحطام.
وكيف تغادر..
قلتُ انتظرْ
فليس لديَّ دموعٌ
أُعاتبُ فيها غِيابكْ
ولا شفةٌ...
كي أُقبلَ بابكْ
فأبطئْ إذاً بالرحيلْ،
لكي لا أُواري تُرابكْ.
***
عَرَفْتُكَ حينَ التقينا...
على الأرضِ بَعد الغِيابْ،
تُخبئُ دفتَر حُزني،
وَتسلكُ دربَ العذابْ.
وأذكرُ...
حينَ افترقنا،...
نظرتَ بدمعك نحوي،
وكنتُ اشتعلتُ جنوناً
وصوتُ الإذاعةِ يَهذي؛
فأدركتُ أني بدمعي....
أُغني نشيدَ البلادْ،
وأن المواويل صارتْ رمادْ،
وأنَّ المؤذنَ، قامَ يؤذنُ للفجر
-والوقتُ ظهراً-
ويقرعُ ما شاءَ طبلُ الحدادْ.
أنا.. أنت
طِفلاً أمامَ السياطُ يكابرْ
أنا أنتَ دَمعاً،
يُبللُ وجه الدفاترْ
وغصناً من الآس، أو
رقبة لاتكاء الخناجرْ.
***
أنا الآن مقبرة موحشة
وأنتَ تُجادل وقتَ الرحيلْ
وأنتَ انفجارُ الرصاصِ بكفي
وأنتَ اتساعُ المدى للصهيلْ
وهم يكتبونك في شارع الوطن العربي
نبياً قتيلْ.
فَقمْ من رمادكَ
كلُّ الشعوب يحبون صَوتكْ
وكل الذئاب يريدونَ موتَكْ
وكل العواصم تُغمضُ أجفانها
كي تراك،
ويقلقها أن تكون نبياً،
ويفرحُها أن تكونَ سواكْ
سأسألُ عنكَ
إذا غبت عني، عيونَ الصبايا
وزهرَ الربيعْ
وأطرقُ صامدةً
مثل طِفلٍ يُكسرُ أحلامهُ
إذْ يضيعْ،
لأنك... أنت الوحيدُ الأكيدُ
بهذا الخراب، وهذي البلاد
***
وأنتَ الوقوفُ
بوجه الطغاة
وأنت الوحيدُ الذي يستطيعُ
وأنت انبعاثُ طيور الرمادْ
لِيبعثَ فينيق مِنْ موته
ويحمل فينيقُ حزنَ العبادْ.
وتخرج أمي الحزينة من
كُوخها في المخيمِ؛
حتى تَراكَ نبياً جديداً
تجئُ على راحتيك البلاد. |