صحا القلبُ من نشوةٍ غادرتْ
وثابَ إلى حزنه الأوّلِ
وقلَّبَ ما أبقت الذكريات
من الوشي في جسد المخملِ
تصاوير مرَّت كأنّ الزمانَ
أتى بالعراء إلى المنزلِ
ومثَّلَ لي غربتي غربتين
إذ انهار تحتٌ، وما من علِ
فيا حيرتي في مَهَبِّ الظِنون
تناهتْ إلى أفقٍ مُقفلِ
وشدّت خطايَ إلى حالكٍ
من الليل ما خلته ينجلي
على شفا جرفِ الهلاكِ وقفتُ
أحدِّق في عمق مستقبلي
وما هي إلاّ هنيهات صمتٍ
كأنّي غفلتُ، ولم أغفلِ
إذ الفجر ينشقُّ عن مشرقٍ
من الصبحِ، لوّح في الأفق لي
تملّيتُ أشقرَ أضوائِهِ
وظلاًّ على هدبه المُسبَلِ
وفي شفتيه اسمه وردة
تَفَتّحُ في طيّبٍ سَلْسَلِ
أنا الشعر، قال، ومد يديه
إليّ كحلمٍ، ولم يكملِ… |