(1)
تَفيقُ الشوارِعُ..
تعبى
تَلمَّسُ أضْلاعَها
بينما وجهُها مختَفٍ..
في الجدارْ
فتحسِبُ أنَّ النهارْ
بَعيدٌ..
وتمتَدُ..
ثانيةً..
لتَنَامْ.
يجيئُ الظلامْ.
فَينسَلُ..
من جوفِها..
قَمَرٌ أسودٌ..
لاهثٌ..
كالدُّخانْ.
لِتصحُو..
-على جثةِ الليلِ-
أعمى يُرتِلُ في سُورةِ الفَقْرِ..
امرأةٍ شَوَهَتْ طِفلَها..
ورجالٍ..
يموتونَ..
عندَ طُلوع النهَارْ.
(2)
تَفيقُ الشوارِعُ..
مُرتابَةً:
- قادمٌ سيدُ المُعجِزاتِ!
- متى؟
-قادمٌ..
عِندَما تفتَحُونَ النوافذَ..
للنُورِ..
كَي يَعرِفَ البَعْضُ بعضاً..
فلا يختفي البعضُ في البعضِ..
أو يكتفي..
بالرؤى..
- قادمٌ سيدُ المعجِزات!
(3)
تَفيقُ الشوارِعُ..
أغطيةً..
مِنْ جرائدِ أمسِ..
تُغطي المذلاتِ..
أعمى يُرَتِلُ..
ماذا يُرتِلُ؟!
فالمرأةُ استهلكتْ..
طفلها
والرجَالُ انتهوا..
واستحالَ الجِوارْ!
بغداد 1980