الزمانُ القصيرْ
والرؤى المستحيلةُ..
قد أورثا زهرةَ العاشقينَ..
الجنونْ
فالتوَتْ في العُيونْ
مثلما تلتوي النارُ..
في آخِرِ الليلِ..
تَعْبى..
مُحَطمةً..
خائرةْ..
كَانَتِ الدُّورُ..
مَلأى..
بأحوالِها
والحمامةُ تأوي إلى عُشِها..
في الغُروبِ..
معبأةً بالغِناءْ
كانتِ النخلةُ الصابِرهْ
غابةً عَامِرهْ
غَيْرَ أنَّ الزمانَ القصيرَ..
انتهى..
والرؤى المستحيلةَ..
عادتْ إلى غرفةِ النومِ..
واستيقظ النائمونْ
خارجَ الوقتِ..
واللُعبةِ الخاسرهْ..
كَمْ يكونُ الزمانُ..
كريماً..
لو استرجعَ الآنَ..
أفضالهُ..
من يدِ الذاكرهْ
واكتفى بالعراقِ..
الذي لمْ يكُنْ..
بعدُ..
أو رُبما لن يكونْ
طالما قاءتِ الأرضُ..
أوجاعَها..
أو تأخرتِ الريحُ..
عن وقتها..
لحظةً واحدهْ
لحظةً قاتلهْ
ليسَ لي أنْ أكونَ..
انطفاءً..
على جمرةِ الوطنِ –المأتمِ..
الذابَلهْ
فأنا بعضُ هذا البُكاءِ..
الحَبيسِ..
وإن كُنتُ دمعتَهُ..
الثائرهْ
وَطني لم يَمُتْ..
بَعْدُ..
والريحُ آتيةٌ..
تنفَخُ الصُوْرَ..
تُضري انطفاءَ الأجيجِ..
وتُلقي الرمادَ..
على العُتمةِ..
العابِرهْ
إنها زهرةُ العاشقينَ..
التي أورثَتْ قلبيَ..
الحُزنَ..
مِنْ بعدِها..
والزمانُ القصيرْ.
تبسة