يُساورني..
أنني أرتدي..
بُردَةَ البَرقِ..
صيفاً..
لأخلعها في الشِتاءْ
لأني أصدِّق حيناً..
كِتابَ الفُصولِ..
وألجأُ حِيناً..
إلى لُعبةِ الاختفاءْ
ولَكنني لا أطيقُ
على أي حالٍ..
بقائي..
وحيداً..
هُنا..
في العَراءْ.
هُناكَ مكاني..
وقَلبي..
وموتي
إذَا مُتُّ..
كُنْتُ ابتداءْ.
تَعُودُ المَسَافاتُ..
مِنْ حيثُ جَاءَتْ
ويَستنفِدُ الماءُ..
حَالاتهِ..
وَيبقى على حالِهِ..
الانتماءْ
شجراً في الطريقْ
قمراً في المَحَلَّةِ..
جُرْحاً على حَائطٍ..
وَطَناً يتَفَتَحُ..
مِنْ بُرعُمِ الغَثيانْ.
أقُولُ..
هُنا لا تَظَلُّ الأمُورُ..
امتداداً..
ولا يَسْقِطُ الظلُّ..
مُسترجِياً أنْ يجيءَ النهارْ
لينهَضَ..
بَلْ يعتلي..
قَامةَ النَارِ..
يَمضي إلى غابةٍ..
يُشْعِلُ النَارَ فيها..
ويمضي إلى غيرِها..
أيُّها الميتُونَ انهضُوا..
حيثُما أورَقتْ دمعةٌ..
قَطرةٌ مِنْ دمٍ..
آهةُ..
وانْطفَاءْ.
فَقَدْ مُتُّمُ عَبثاً..
قَبْلَ مليونَ عَامٍ..
وأنتُمْ تَمُوتون صَبْراً..
فَلا اسْتَنزَفَ السَّيفُ..
أسماءَهُ..
ولا أورقتْ دمعةٌ..
في السماءْ..
تَغَيَّرَ شيءٌ كثيرٌ..
على هذه الأرضِ..
واختلفتْ نفسُها..
ولَكِنَّ..
لَكِنني أسمع الآنَ..
في هدأة الحُزْنِ
صوتَ احْتجاجٍ بَعيدٍ..
بَعيدْ
يُغادرُ حكمتَهُ..
الباطلهْ..
وقد يستقِرُ غداً..
وَرْدَةً..
في بلادٍ جَميلهْ
وَقَدْ يختفي..
في الحدودْ
ولَكنَهُ..
أَبداً..
لَنْ يَعُودْ!
تبسة (الجزائر)