يقيناً..
بأنكِ في شرفة النوءِ
تستروحينَ ظلال الشعاعِ
تنوئينَ..
لا بانتماء الظلام إلى الليلِ
لكنْ..
بأن ينزف النورُ
من فتحة العتم آناً
ويمضي
كما في التلاشي
يذوب الضياءُ
على سبحات الزَّماعْ
إذن..
أنتِ يا رعشة الضوءِ
أنشودةُ النورِ
تحدوك أشرعة الغيبِ
لا تملكين حيال اختياركِ
أن توقظي النار في لحظاتٍ
تموت على حرها رعشات السعيرِ
ولكن..
تقولينَ..
هذا انطفائي
فهل من رمادي
ينوس الشعاعُ
ويختارُ
بين السناءِ
وبينا الأوارِ
وحسبي
بأن الضياءَ
وإن كان فيه اندحاري
فإني على نارهِ
أستفيء ظلال الدّماعْ
هو الآنُ
مذ علقته السنونَ
على نيزك العمرِ
أترعتُ روحي بما خبأته الهنيهاتُ
ثم انتسبت إليكِ
فلم أدر
هل أنتِ فيء الزمانِ
أم الأبد المستنيرُ بغمركِ
ألقى إليكِ خطايَ
وما إن وصلتُ
تجاهلتُ
هل أنتِ
أم أنتِ
من خلقَتها رؤايَ..؟
وللنزفِ..
إما يصرّ الطريقُ –
أوانٌ
فهل آن وقت الوصولِ
أم الدرب ما زال يسألُ
عني.. وعنكِ
ليعرف هل وحدَّتنا المسافاتُ
أم أنها سكرة ثم تصحو
على جانحيها الحقيقةُ
آن انفصامِ الذهولِ
على الرعشاتِ
ليقرأ فيها سكونَ الوصولْ..؟
يقيناً..
بأنك في برزخ النوءِ
تستلهمين انتظار الحلولِ
وقبل التمنِّي
تنام الثواني لديكِ
على زفرات الحؤولْ
وحسبكِ أن تكتبي
فوق صوتي نداءكِ
يا أنتَ..
يا أنتَ.. يا أنْـ..
وينسى النداءُ الصدى
حين ترحل في الصمتِ
آونةٌ للذهولْ
فتستعذبين طقوس التمرُّدِ
إذ تُقبلينَ
ويندى لدينا
شعاعُ الأفولْ