.. وها أنتِ
سورة وحيٍ
يرتّلها القلبُ إمَّا تماهى
على ذكركِ الأيْنُ والبينُ
وانهلَّ من قلبك السرّ يعلنُ
أني إليكِ أصيرُ
وأنكِ دربي إلى ما تشائينَ
لا القربُ
لا البُعدُ
دربكِ للوصلِ
مذ أنتِ أعلنتِ
بالخفقة البكرِ
في لحظة السُكرِ
أنّا اتحدنا
كأحرفِ
(طاءٍ وسين وميمٍ)
وكلُّ الحروف تدلُّ
على أننا في التوحُّدِ
أو في التفرُّد
واحدْ
وها أنتِ
في لثغة الروح آيٌ
ترّتلها الروح إمَّا توضَّأ في الفجرِ
قلبي وقلبُكِ
راحا
بلا صحوة يرفعان أذانَ العناقِ
يقيمان زلفى صلاة الحلولِ
فنعنو
إلى سدرة العرشِ
نبصر في الغيبِ
نحفظ في اللوحِ
ما خطَّه الحلمُ في الحلمِ
ثم استحالَ
بإيمان قلب تَعَبّد عمرا
إلى لحظةٍ ضاع فيها الحسابُ
وقد عانقتْ سرَّنا
إذ أذاعته في الرعشات العيونْ
تقولينَ
آنَ أقولُ
أقولُ
إذا ما تقولين
فالفيض إمَّا تنكّر عند التناهي
تصرّ على البوح روحكِِ
تجهر بالصمت روحي
فتعلن أرواحُنا في التجلّي
بأنَّا
وأنَّا
اتحدنا
وآنَ انغمرنا بصبواتنا
أدركتْنا
رسالةُ أشواقنا تعلم الفتحَ
أنَّا انهمرنا على الفتحِ
نقرأ آياتنا بانتظارٍ
يراوده الوصلُ
كيما نغيبَ على إثرهِ
بانتظار المصيرْ
فلا تبرحي القلبَ
أنتِ مداهُ
ولا تحسبي أنَّ ما كانَ
أو ما يكونُ
يُغِّيضُ عنا اللقاءَ
ونحن نُسبِّح بالحمدِ
نتلو بمحراب آياتنا
ما يُقرِّب أحلامَنا
من جنان الوصولْ
فقولي..
وقد أدركتنا ظلالُ اليقينِ
ألا في التوحّدِ كان اللقاءُ
وعند التوحّدِ سوف يكون الفناءُ
فآنُ اللقاءِ
وآنُ الفناءِ
نوافِلنا في الوجودِ
ونحن على هديها
خاشعونْ