هبَّت علينا زهرةُ الليمونِ
فانكسرتْ مرايانا،
فأورقَ في دمي جذعُ الحكايةِ والنشيدْ.
هبَّتْ علينا كي تقولْ:
هذي البدايةُ قد أطالتْ دربَها،
والدمعُ موّالٌ على أُفقِ البريدْ.
فَتَلَمَّسوا دربَ التواصلِ،
حنطةَ الأرضِ الجميلةِ،
ثم أقواسَ الحنينِ إلى البدايةِ والوعيدْ.
وتَلَمَّسوا ما أبقتِ الحربُ الطويلةُ
من مياهِ النهرِ،
أو ما أبقتِ الحربُ الطويلةُ
من دموعِ الأرضِ،
تغسلُ عشبَها صبحاً
فينكسرُ الوريدُ من الوريدْ
هل نستطيعُ الآنَ ترميم البقايا
إن بقتْ؟!!
أمْ أننا نحتاجُ في هذي الدروبِ
لرحلةِ البحثِ الطويلةِ عن بلدْ؟
الآن أولى أن نبيّنَ أَننا
في محنةِ التيهِ الجديدةِ،
قد تقاسمَ دورَنا
اثنانِ أربعةٌ وقدْ.
هذا يريدُ الآنَ أن نرتدَ من منفى
إلى منفى،
نكونَ السورَ والأوتادَ،
ماجَمَعتْ يَدُ الأرَضِ الجميلةِ
من مياهِ النهر، أو أزهارِهِ صبحاً
لتأخذَنا رياحٌ في شواطئنا،
لنرفعَ خيمةً أخرى،
وصايا اللهِ في أرضٍِ،
دليلاً أننا بشرٌ،
وعشقاً في نموِ الروحِ والحدسِ
المتوّجِ بالغمامْ
كي نكملَ الأبوابَ في هذي الدروبِ البكرِ
حباً أو مواتاً
في طريقِ المستحيلِ إلى الكلامِ؟
ذاكَ المعولم يرتدي جلدَ التبصّرِ،
يحتفي بالمعبد الوثني فينا
كي يروضَ جلدَنا، سعفَ النحيلِ،
ودورةَ الطرقِ الطويلةِ، أو تَرامي الروحِ
من نوحِ الأمومةِ من غرامْ
فَلَعلَّ أوهامَ الطريقِ تموتُ في جسدِ الطريق،
لعلَّ ما تركَ المعرّي يرتدي قفصَ
الخرافةِ،
وابنَ رشدٍ يحتمي بالخوفِ في محرابهِ
المنسوج من عَبق الخيامْ
وتكون أمتُنا بياضَ اللونِ في صحن التكوّنِ
والمكانَ المرتدي سقفَ السلامْ.
لنقولَ بينَ الروحِ والميلادِ يا دَمنا المعتّقَ،
طيّرِ الأسماءَ في هذي الطيورِ
ونادِنا من دربِ ثَديٍ ناضحٍ،
نقتاتُ من أفيائهِ لغةَ الحمامْ.
يا دربُ خُذْنا كي نعيدَ الآنَ تكوينَ التوجه،
خطوةَ الشهداء،
أو رَعْشَ البيوتْ
وخذِ السرائرَ كلَّها
وامسحْ على هذا الوعيدْ
لنقولَ: يا أرضُ الحبيبةُ
كنتِ عطرَ الكونِ
مئذنةَ الكلامِ نوافذَ الكونِ المطلّةِ
في سماءِ القلب،
ما أبقتْ صلاةُ الربِّ في دنيا الألوهةِ،
كنتِ عطرَ الروحِ في مرآةِ ميلادِ الخليقةِ،
ما استفاقتْ قطرةُ الماءِ الحبيبةُ
حين تَرمي جمرَها فوقَ النشيدْ.
هل كانت الأرضُ البعيدةُ روحَنا نحوَ التذكرِ
والمنافي جمرُنا
أما أننا لا ندركُ الأشياءَ في ميعادها
فنكونَ مثل زرافةِ الوادي البعيدْ؟
في لحظةٍ أخرى، يجيءُ الآخرُ الموعودُ
كي يرمي على ملهاتِنا لوناً جديداً،
أن نكونَ الهندَ في اسمٍ جديدٍ
خلفَ أسماءٍ تُغيّرُ ظِلَّها،
فنساؤُنا ثَديُ السريرِ
وعشبُ هذي الأرضِ مَهْرٌ نحو
مايلدُ التقدمَ فيهمُ
والقبلةُ الأخرى على ثوبِ جديدْ
لكنَّ فينا خَنجراً يعلو على جسدِ الكلامْ
يرتدُّ من أُفقٍ لآخرَ
يكتبُ الأحلامَ في صدرِ الترابِ
ولوحةِ النبعِ الجميلةِ ما تجمَّعَ في طيورِ الحبِّ
من لغةِ الهيامْ
قد يحتمي بالقمحِ يوماً
أو يُديرُ القلبَ نحو الريحِ
في أشجار عُمرٍ جَرَّدتْ أفكارَها
من زينةِ الرومِ الكثيرةِ
ثم نامتْ في مرامي أُفقِها
تجني عيوناً
في أصابعِ طفلةٍ نامتْ
على زندِ الحجرْ
لتقولَ، تتسعُ المدينةُ مرّةً
وتنامُ فوقَ الأرضِ
آلافُ الصورْ،
فتهيأوا للروحِ يحكمُ ثَدْيَها طفلٌ،
تسيّجَ بالورودِ وبالطيورِ،
بما تقوّلَ في السورْ
هذي النوافذُ قد تَشيّدَ ضلعُها
من خطوةٍ أولى،
بما تركَ الشهيدُ على منافي روحِنا
من حبقةٍ فوقَ الشجرْ
فلتأذنوا للطفلِ
يكتبُ في يَدٍ
ويدٌ تدافعُ ضوءَها
نحوَ القمرْ