في زحمةِ الأسماءِ والطرقاتِ،
ما تركتْ مدائنُ فوقَ روحي من جراحٍ،
ما تهاطلَ من نعاسِ الغفوةِ الأولى عَلَيّْ
كنتُ التجاذبَ بين ما يجري،
وما تركَ المغني فوقَ روحي
من قطافِ العمرِ
في حربِ المغولْ
لأكونَ ميناءَ التناسخِ، بينِ روحِ
العشبةِ المأخوذِ من ضلعِ الأنوثةِ
والتفاصيلِ الصغيرةِ،
ثم ما حطّتْ رمالُ الدرب فوقَ الاسمِ
في وجعِ السهولْ.
لأعيدَ تكوينَ الخليقةِ
في زمانٍ آخرٍ،
أرمي به الأحلافَ أو أسرابَهم،
لأعيدَ هذا البحرَ في مرمى القوافلِ،
من غموضِ اللحظةِ الأولى،
وحتّى عودةِ الزيتونِ في روحي
وما تركَ البنفسجُ من ضفافِ
الخيمةِ الكبرى إليْ
لأعيدَ ما في روحِنا من حِكْمة،
تأتي إلى دفءِ المعابدِ عندَهم،
وأقولَ: هذا الأفقُ مرسومُ الخطا،
قد كنتُ سرَّ جوابه الأبديْ.
كي ترمي شموسُ الحبِّ أضواءَ المادئنِ
فوقَ جدرانِ الطفولةِ
ما تبقى من هواءِ الروحِ في
سِفرِ التكوّن،
رغمَ تكسيرِ النوافذِ في تواريخ
التذكّرِ والبلدْ
كم مرةٍ كنا نرمّمُ جرحَ هذا البحرِ
والزيتونِ واليمونِ،
ما ضاعتْ على هذي النوارسِ
من بلادٍ كلُّها دربُ إلى جرحِ
المصيرِ،
إلى نوافذِ بيتنا
كي نرتمي عدداً يفيض عن العددْ.
كم مرةٍ نامتْ على هذي النوافذِ خيلُهم،
ثم ارتدتْ فصلَ الضياعْ.
لتعيشَ في أسطورةٍ كبرى
تنميها الحكايةُ
ثم تنثرُ ظلَّها فوقَ الرمالْ.
لتجدّدَ الآتينَ في أسمائِها،
وتُعيدَ تلقينَ الخرافةِ
كي نرى أسماءَهم فوقَ العروبةِ
أو بلادِ الروم
يأخذُ ظلُّهم هذي التلالْ.
قوموا إذَنْ فوقَ الوضوحِ،
وفوقَ أمكنةٍ وأزمنةٍ
تغيّرُ دربَها دوماً،
لنقول للمنفى بأنَّ الطيرَ تعرفُ سرَّنا،
أنَّ السواحلَ قدْ أضاعتْ طيرَها زمناً،
وأنَّ الماءَ تعرفُ ما تميّزَ من جراح الوقت
كيف تُقَشّرُ الأشياءَ عمّا ترتدي،
أن البداية قد تنامتْ فوقَ جسرٍ آخرٍ،
وصَلتْ إلى حيثُ الكوارثُ،
بين من يَرثُ الوصولَ،
وبينَ من يرثُ الهلالْ.
هيّا لنكتبَ فوقَ أنقاضِ التلوّنِ
أننا حبقُ المدائنِ كلِّها،
أن الصعودَ إلى النشيدِ
يمرُّ من دربِ الطفولةِ وهي ترمي
فوقَ أسماءِ البنادقِ قلبَها المرسومَ
في لوحِ الحجرْ،
وبأن هذا الخمرَ يرمي شاطئَ الأحبابِ
دنيا،
أننا روحُ العبدْ
هيا لنعلن أنَّ هذا الظلَ
قد كسرَ القواعدَ،
أن هذا الطفلَ قد صارَ التذكّرَ دورةً،
صارتْ حجارةُ أرضنا ميناءَ رحلتنا،
وصارتْ كومةُ الأحجارِ معبدَنا الجديدَ
وناينا نحوَ الحنينِ، وخمرةِ العشّاقِ
من جسدِ القصيدةِ والسورْ.
هيا نقولْ: الحلمُ ما نسجتْ يدُ
الطفلِ الفلسطيني من ثوبٍ علينا
أو غطاءِ الروحِ
للبلّورِ يكشفُ عورةَ الأجسادِ صبحاً
في تسابيحِ الصورْ.
هيا لنعلنَ أننا الباقونَ فوقَ الجرحِ
أن مآذنَ التوحيدِ تبدأُ من هنا
ونشيدُنا حجرٌ تعمَّدَ بالجراحِ
ولا أحدْ
يا أيها الآتونَ من حقدِ التشرذمِ
لم يعدْ في أرضنا وقتٌ
لغيرِ جراحِ هذي الأرضِ، أو ما يجعلُ
الأسماءَ في حبقِ المنافي عطرَنا
ما عادتِ الأسماءُ في تأويلِ حَيرتها مدىً
لا بدَّ من قولٍ
وإن كانتْ سفوحُ الأرضِ تمشي في حجرْ
هذي المدائن قدْ تغيّرَ فصلُها،
كي ترتدي فصلَ القدرْ
قدرٌ حجرْ، حجرٌ قدرْ
وأنا على جرحِ الكتابةِ أرتمي فوقَ القدرْ.