مقدمة:
هرم الكأسُ في كفهِ..
فانزوى للبكاء..
راكضاً في جحيم القصيدة..
قلّدتهُ الينابيعُ أحزانَها – فأضاءْ
والتقى بالسماءْ
-غير أن القصيدةَ حُلمْ-
***
-1-
اقترب..
أيُّها البحر:
ترنُ إليكِ.. الطفولة،
ترقبْ مطلعك الغرّ تلك البراءة،
يا ولهاً في الدماءِ جرى
مودعاً سرّهُ في القرى..
اقتربْ
فالبلاد التي أخفقت..
ترفل الآن بالكبرياء
لغةُ الله أنت
فمَن مسّها – يحترق
اعزف الأرض أغنيةً
خلِّنا نحترق.. بالغناءْ
اقترب..
فأنا ممسكٌ بالرؤى
حاملٌ سحرَها
مبحرٌ في عُباب البيان
مانح النار نبض القصيدةِ،
كبّلتُ في مقلتيكِ الزمانْ
..........
ألمسُ الحُلمَ فيك.. فيا قمري
إنَّنا عاشقان
***
-2-
من هو..؟
مرفأٌ للهموم..
هو:
طائرٌ فرَّ عن ريشهِ – ومضى..
من هو..؟
وجههُ قمرٌ هابطٌ من قديم الزمانْ
تطاردهُ نجمةٌ في رؤى أيّ حان
من هو..؟
ما استطابت له خمرةٌ
فأستحثَّ الخطى والمكان
وطوى طرفه كالدخان
وارتمى في الينابيع
حزنُ الينابيعِ يحضنهُ
ويُسائِل من هو..؟ من؟
***
-3-
من ترى
يهتك الآن وحدتَه في عنادْ
من ترى:
هي؟ لا!
هي تلك الفراشةُ في هيئةِ الليل
تهبطُ مزهوةً
بضفائِرها
لتطارحهُ ولهاً واتّقادْ..
يخلدان لحلمٍ..
فتحنو عليه.. احتوته..،
هما احترقا في سمو.. هما ابتردا
في سموٍ
فتنهل راجفةً.. وتهمهمُ إنّا ارتشفنا الهوى
وارتدينا الضحى.. وارتعشنا.. وتهنا
فالتقتنا أيادٍ من النارِ..
تحنو علينا.. وهي سائحةٌ في الأقاصي
تهدهدنا بالشذى.. وتطوّقنا باشتهاءْ..