في جرحِ القرية في غيهبها
اجتمع الأصحابْ
كلابُ الصيد..
الفريسيون..
كلابُ الغابْ
قالوا:-
هذا زمن الجوع
لن يجرؤ فيكم، من يتسيّد فينا.!
فالذئب الرابض خلف الباب
آتٍ من شطآن الحلم
يصدح في كفيه الطير
ويثرثر في عينيهِ الخير
سيهدّمُ جدران الحرمان
وستزهر أشجارُ الرّمان
........
ويميل إلى كلّ خراف القرية
يذبحها
يطعمنا...
نشبع.. نشبع
ننبح.. ننبح
نرقص فوق الأشلاء
من غير عناء
......
فليأت الذئب إذن
ولتأت الأغلال
فليأت الذئبُ
حتى لو علّق..
فوقَ الهامِ
شِسع نعال
نادى كلبٌ من حاشيةِ الذئب:
يا أولادَ الكلب
المجتمعين
في غيهبِ هذا الجرح
الذئب أتى..
الذئب أتى..
قوموا.. أدّوا للذئب فرائضَ طاعته..
نهض الكلب الأكبر
أجلسه فوق العرش- الأحداق
سلمه الفريسيون الأعناق
.......
بعد استباب الصمت
ابتسم الذئب وقال:
يا أولاد الكلب
أنا سيّد هذي الفلوات
وأمير الصحراء
فاستمعوا:
من والاني سأقرّبُه
وأدرّ عليه فيضَ نعيمي
فيطول الجوزاءْ
......
لكن من حاول أن يعصي أمري
سينال عقابي
ويؤول إلى ماءٍ في نهر دماء
***
أدهشتم..؟
لا يأخذكم في الأمر عجب
هذا إيقاع العصر
......
كلبٌ قام فقال:
يا مولاي
قبلك كان الفردوس يباباً
وصباحُ القريةِ ليلاً
زدنا غيثاً وسحابا
مرنا..
نوغل في ذبح خرافِ القريةِ فتكا
فلك العزّة والملك
ولك الحمد
ولعينيك القرية تركع
***
ثارت وشوشةٌ بين كلابِ الصيد
من ذاك الآتي..؟
يتعثر بين الظلمةِ والضوء
............
...........
هذا شيخُ كلاب الحوأب
يتلمس ركناً بين الجمع
يتأمل نارَ الكلمات
يتصفّحُ تلك الآمال المنطفئةْ
وبقلبٍ أبيضَ صلى
حملَ الصبر على الصبر
والجوعَ على الجوعِ
وقال:
يا سيّد هذي الفلوات
خذ ما تبغي.. خذ
واركز في كل الربوات الرايات
لا نطمع في شيء ترغب فيه
وافعل ما شئت..
اتركنا
نحلم..!!