الحريةُ،
وردةٌ مضيئةٌ.. لم يرها أحدٌ.. بعد!
-وتفيضُ بين أصابعي الكلماتُ،
سبَّحَ باسمكِ الآتونَ.. في أعينهمْ..
يجفُّ صمتُكِ.. انتظارا...
دقَّتْ بظلماءِ السكينةْ
أجراسُها.. \"القدسُ\" الحزينةْ
وأنا،
كطيرٍ من رمادِ العاصفاتِ
أجوبُ أروقةَ المدينةْ
بيديَّ آلامٌ،
وفي قلبي جراحاتٌ دفينةْ
-ألاَّ تلوموني،
وبعضٌ من ضغينةْ..!
خذْ سورةَ الشهداءِ،
واقرأْ باسمهم:
-قلبي تفجَّرْ...
إِنْ داهمتكَ القاذفاتُ. الراجماتُ،
اصرخْ بِهِنَّ:
-\"اللهُ أكبرْ\"!
لا تقربوني. لنْ تنالوا
فأنا المحالُ. أنا المحالُ
ولديَّ قلبٌ لا يُزَعْزَعُ.. إِنْ تزعزعتِ الجبالُ
أنا كبرياءُ الجرحِ يزأرُ،
إِنْ هُمُ همَسوا.. وقالوا...
الموتُ في عينيَّ عاصفةُ التحدِّي:
-أنْ تعالوا..!
باسمِ الرصاصِ الحيِّ.. أفتتحْ النشيدَ،
ولا حضورَ سوى الدماءِ
باسمِ الرصاصِ الحيِّ.. أعلنُ ثورةَ الأطفالِ
والحجرِ الفدائي..
باسمِ الرصاصِ الحيِّ.. تختلطُ الرجولةُ بالبكاءِ
أنا شاعرٌ ضلَّ الطريقَ إلى الضحى
فسبتهُ آلهةُ الشقاءِ..
أنا متخَمٌ بالقهرِ.. والعبراتِ.. فابتعدوا
ولا تقفوا إزائي
ناديتُ..
-يا عرباً من الأشباهِ،
لم يُسْمَعْ ندائي..
وصرختُ ملءَ الأرضِ.. كي تصحو ضمائرُكمْ
على مرِّ البلاءِ
أقسمتُ أن قلوبكم حجرٌ
وهذا سرُّ دائي..!
.. حَرِدٌ من الدنيا
أجوسُ ممالكَ الليلِ البهيمِ
وكلُّ ما حولي.. يذكِّرني بحربٍ،
سوفَ تعلنها الجريدةْ..
أمشي على مَهَلٍ،
كأغنيةٍ مكسَّرةٍ.. بعيدةْ
وأنوءُ بالتعبِ الذي أبداً.. أسميهِ:
-القصيدةْ
العاشقُ الوطنيُّ- قلبي.. فرَّ مختبئاً.. هناكَ
ولن أعيدَهْ..
ماذا أقولُ لهُ،
وقدْ هطلَ الرصاصُ على ذرى \"بيروت\"،
فاكتملتْ مصيبتهُ الجديدةْ..!
هذا الصباحُ مبللٌ بالدمِّ
والشهداءُ قافلةٌ.. إلى هذا الصباحِ...
هذا الصباحُ متيَّمٌ بالدمعِ.. والجرحى
وقرقعةِ السلاحِ...
هذا الصباحُ متوَّجٌ بالنارِ.. والبارودِ
والقتلِ المباحِ...
هيهاتَ يا وطني أكابرُ،
كيفَ لمْ تسمعْ نواحي
جفَّتْ ينابيعُ الضياءِ بأعينِ الموتى
وما جفَّتْ جراحي
صاحَ المؤذِّنُ عندَ بابِ الفجرِ:
-\"حيِّ\".. تنادتِ الأرجاءُ:
-حيِّ على الكفاحِ..!