1)
سوفَ تأتي يا حبيبي مثلما يأتي الربيعُ
مثلما تأتي مِنَ الغَيْبِ الأماني
مثلما تأتي منَ البحرِ الْقُلُوعُ..
سوفَ تأتي..
إنَّ حُبَّاً قاومَ الصَّحْرَاءَ دَهْرَاً
لا يضيعُ..
(2)
سوفَ تأتي..
لَنْ يطولَ الْبُعْدُ أكثرْ..
لَنْ تَظَلَّ الرُّوحُ ثَكْلَى
لَنْ يَظَلَّ الْوَجْهُ أَصْفَرْ..
سَوفَ تأتي..
إِنَّهُ حَتْمٌ علينا..
إِنَّهُ أَقْوَى وأَكْبَرْ..
إِنَّهُ حُبٌّ رَهيبٌ واجهَ الأهوالَ لكنْ..
لَيْسَ يُقْهَرْ!!
(3)
سوفَ تأتي يا رفيقَ العُمْرِ
مُشتاقاً إلى حَدِّ الجنونِ
سوفَ تأتي يا بريقَ العَيْنِ
ملهوفاً إلى سُكْنَى عُيُوني..
سوفَ تأتي..
لنْ تظلَّ الْعُمْرَ دُوني..
(4)
غبتَ عَنِّي ذاتَ يومٍ
فاحتواني اللَّيلُ بَعْدَكْ..
غابَ صوتي.. غابَ وجهي
غابَ كُلُّ الكونِ بعدكْ..
قلتُ: تأتي بعدَ شهرٍ
مَرَّ شهرٌ.. جاءَ شهرٌ
هدّتِ الأيّامُ داري
ماتَ عُصْفُورٌ صغيرٌ في جواري
ماتَ محروقاً بناري..
قلتُ: قَدْ جاوزتَ حَدَّكْ..
مَرَّ شهرٌ بَعْدَ شهرٍ بَعْدَ شهرِ
جَفَّ دَمْعِي
جَفَّ عِطْرِي..
نمتُ حتَّى نامَ قَهْرِي
نمتُ حتَّى خَدَّرَ النِّسيَانُ عَهْدَك..
(5)
غبتَ عَنّي
غيرَ أنّي
لَمْ أَزَلْ غَرْقَى وَمَوجُ الْبَحْرِ عَالِ
إِنَّنِي ما زِلتُ غرقى يا حبيبي!
إنَّنِي ما زلتُ في عُمْقِ اللهيبِ..
إنَّنِي ما زِلْتُ أرنُو فِي مَسَاءَاتِ الوجيبِ
لارتعاشِ النُّورِ في وَجْهِ الهِلالِ..
إنَّنِي ما زِلْتُ أَمْشِي خَلْفَ ظلِّي وَخَيَالِي..
(6)
سَوْفَ تَأتِي يا حبيبي
قبلَ أنْ تَعْلُو نِداءاتُ الْخَرِيفِ..
سَوْفَ تأتي
قبلَ أنْ يشتدَّ يََأْسي وانكساري ونَزِيفي..
قبل أن أفنى وتفنى
كلُّ أسراب الحمامِ..
قبل أن يفنى هيامي..
في فضاء الْحُبِّ والشَّوْق المخيفِ..
سوف تأتي..
سَوْفَ تأتي
قبل أن يأتي خريفي..