للمسجد الأقصى،
سنونو القلبِ،
تفتتح النشيدَ،
تمرّ في الحاراتِ،
لم تخطئ طريق الدفءِ،
سبحان الذي سوّى البراق هويةً،
للبرتقالِ الغضِّ والمقتولِ،
سبحان الذي سوّى الترابَ،
دفاترَ العشّاقِ،
وانبجس الحمام من المآذنِ،
في يديه سكينة المعراجِ،
طوّقها أذانُ الفجرِ،
سُبّحةً يباكرها الهديلْ..
لا سرّ لي..
فالكشف ذوّبني هلالاً،
في محاريب انطلاق الشوقِ،
سافَرَ حيث أعشاش الهوى،
والروح في فَلق الشهودِ،
تلوذ بالقرآنِ،
والقدس الجليلْ..
هي سجدةٌ،
فيها شموخُ الصخرِ،
يركض كي يطيرَ،
وفي يديه رسائل الأشجارِ،
تنبع من حنين النبعِ،
، زمزمُها: اليقينُ،
وصوتها:،
عدْ يا براقَ الكاشفينَ،
سنفتدي..،
أرضَ الأحبّة بالدماءِ،
ونرتدي..،
قمصان زيتون الأهلّةِ،
والحمامِ،
نطير قبل الصخرِ،
كي نلقى فتيت المسكِ،
في نبع الأذانِ،
يشعُّ في نسغ الندى،
وينام في وجْد النخيلْ..
وجهت وجهيَ للذي..،
سَكَب البلادَ بعُهدةٍ،
رسمت على \"دحنونها\"،
حلماً..،
تساقى الوعد،
واحتفلَ المقامُ،
بما تبارك حولَهُ،
وَدَنت قطوفُ اللهِ،
باسم القدسِ والقدّوسِ،
كان الرزقُ في المحرابِ،
يقرأ في كتابات المطرْ..
ويطلُّ في نونِ الكتابةِ،
ما روى في العدلِ:،
سيّدنا عُمْر..
للمسجد الأقصى..،
أباريقُ الوضوءِ من الدماءِ،
لأننا العشّاقُ،
ليلى مثلما المحراب،
قامتُها: قمرْ..
يمضي إليها القلبُ،
كي يروي عطاش الوصلِ،
يغزل لهفةَ المشتاق من كهنوتها الأبديِّ،
والآيات تنبع من أصابعها،
، تهزّ النخلَ،
لا مأوى لهذي الروحِ،
غير بياضها النبويِّ،
يومض في انبلاجِ القمحِ،
ينسل من ضروع الغيمِ،
ما يحتاجه \"الدحنونُ\"،
والشعراءُ من زادٍ،
وميعادٍ،
صباحُ الخيرِ،
-ما تخفين في الكفّينِ،
-بعض الماءِ،
-كلُّ جرارنا للقدسِ،
والأقصى،
،-حبيبي أنتَ،
صبّ النهر في كأسٍ،
ليشربَ من حليب الربِّ موّالي،
سألقي في المدى حجري،
لأبزغَ من سماواتِ الحجرْ..
لا أبتغي غير الذي سرقوهُ،
من كفّيَّ،
والمنفى يفاوضني،
لكي أنسى براقَ الراحلينَ،
وطيبَ نجدٍ ،
قلْ هو الكفر المبّجلُ
والمدجّنُ،
والمُتَلمدُ،
، قلْ هي الآلام من \"باب العمودِ\"،
إلى شغاف القلبِ،
تخفي ورْدها النبويَّ،
في صوت المؤذنِ،
ثمَّ تنفخ روحها،
ليفيق من ملكوتها قمرٌ،
تزمّلَ بالدماءِ،
ونامَ في حضن القتيلْ..
***
الدحنون : شقائق النعمان في اللهجة الفلسطينية.