في الطريق إلى \"اسكندرونَ\"،
فقدت صباحاً عتيقاً،
وذاكرةً،
أدمنتْ نهرها..
واستحمّت على بوحِ \"قادشَ\"،
في الأغنيات التي نادمتْ بحرها..
واستوت فوق عرش التواريخِ،
والنهر فيها كتابْ..!!
منذ نهرٍ،
وصفصافةٍ،
وسماءٍ،
يصلّي المدى فوق سجّادة النبعِ،
والمنتهى..
يغزل البحر في نَوْل عصفورها،
فضّة الوردِ،
واسكندرون \"العبابْ\"..
***
قفْ على الحدِّ،
قل ما تشاءْ..!!
فالمدى صَعّر الخدَّ،
قبل اكتمال الصلاةِ،
وناثر في الأفق خيطان نَوْل المساءْ..
أسرج الخوفَ صوبَ انكسارٍ،
وَلَيَّلَ صفصافة الروحِ جرحٌ،
وداءْ
مخفرٌ في الطريق،
وداء الحنايا..،
فمالي سبيلٌ،
قفا نبكِ،
من ذكرياتٍ،
وطيرٍ..،
وماءْ..
يا امرأَ القيسِ،
ـ يا جرحَ قلبي ـ ،
توسَّدَ عسيبَ العراءْ..
فالطريق إلى حوملٍ موصدةْ..
هل عرفتَ الغريبَ،
وليلَ الضواري،
، فيا حيفَ،
يا حيفَ،
من حرّك الجمر في المَوْقَدةْ..
واستكان على جرْفِ وهْمٍ،
فضيَّعَ ما ضاعَ،
ـ لكنَّ شجوكَ حلوٌـ ،
وها نحن مثلكَ،
نبكي يبسَ الخرائط في \"اسكندرونَ\"،
و\"فيقَ\"،
وفي \"مسعدةْ\"..
***
في الطريق إلى \"اسكندرونَ\"،
رأيتُ \"ابن منقذَ\"،
والزلزلةْ..
قيلَ:،
لا تبتعدْ..
فالمساء الثقيلُ،
تجنّى على الطيرِ،
ضجَّ الردى..،
واستبى \"شيزرا\"..
قلتَ يا سيّدي..
من رماد النشامى..،
تطلُّ الجمارُ،
يضوئُ خيط الندى مخْمَلهْ..
ومضيتُ إلى \"اسكندرونَ\"،
بكيتُ،
فمن أطفأ الجمر يا سيدي..
واستباح رماد النشامى..،
ترى..،
هل تموت العصافيرُ،
يغدو المدى مخفرا..
***
في الطريق \"إلى اسكندرونَ\"،
رأيت التسابيح مشغولة البالِ،
مامن هديلٍ،
يردُّ الصدى..
يستعيد تراتيل \"سُريانِها\"..،
و\"نبوخذها\"..،
و\"الخليل\" أبي..
أيّها النهر ما أجملكْ..
تذكر الراحلينَ،
وأنت الملكْ..
قال لي:
لم أعدْ..
قلتُ: ،
يا نهر ما أصبركْ!!!