هذا أنا…
لا تقطعوني في الطريقِ،
فمن سيرسو في دم الأحبابِ،
أمطاراً،
تبلُّ الريقَ،
تحكي للصباحات الوليدةِ،
ما تكسّر في خريف الخوفِ،
قلبي..،
نبعةُ العشّاقِ،
إنْ مرّوا عطاشاً..،
والطريق إلى نبيذ الخصبِ،
مقفرة الوفاضِ،
تنزّ مثل دموعها،
وتطلُّ في صبح احتساء الضوءِ،
من ثقبٍ ضئيلْ…
هذا أنا…
قشُّ اليمامِ،
يفيض في قمح القصيدةِ،
فافتحي الشبّاكَ،
قهوتنا خلاخيل الهديلِ،
إذا تجلّى الهالُ في استقبال مورده الجميلْ..
ومضى..،
يحوكُ المسكَ في فوضى معارجهِ..،
قميصَ مدىً،
يُضاحك ما تبقّى..،
من صرير البابِ،
والنايات نزف حرائق القنديلِ،
بعض الخوفِ أغنيةٌ،
تأخّرْ…،
يا بصيص الريِّ في ريّا فتيلْ..
واسكبْ جميلَك في ضلوع بثينةٍ،
قمرُ القصيدة في دمي…
سيطلُّ من توباد مجنون الهوى..
ويعدُّ كأس الشايِ من ورق القصيدةِ،
يختفي في رشفة الشفتينِ،
والقبلاتِ،
يأتي بين طلْع النخلِ آلهةً،
وفي الكفّين مشكاة الورودِ،
غداً..،
سيمرّ عشّاق الصبايا..،
يشربون النهر في كأسِ الكلامِ،
يعلّقون قصيدةً..،
هَرَبتْ من الجبروتِ،
كي تسقي الغزالة في توحّدها..،
ينوس الوقت في جسدينِ،
أو قمرينِ،
رفّي يا طيورَ سمائها..،
في شامة الخدّينِ،
ذوبي في كواكب ورْدها:،
تعويذةً،
نَعستْ وسائدها،
وأسكرها نبيذٌ من هديلْ..
هذا أنا..
\"يا ليلُ خبّرْ عن حنين قلوبنا\"
واعزفْ ربابكَ في شفيف الروحِ،
قدّاساً،
يغزُّ خطاه في ملكوتها..،
يجتازُ،
ما حملتْ قصائدنا من الأوهامِ،
والطغيانِ،
وانكفأتْ إلى شبّاكها العالي..،
تصلّي فوق سجّاد الألوهةِ،
والزوايا من حرير الشعرِ،
حضرتُها:،
جنونُ الكرْمِ في كهنوت عينيها،
وليلكها..،
وسرب أيائل الحَلاّجِ،
في رَغبوتِ ساقيها،
تآخي قبّةً خضراءَ من طين الخلائفِ،
بالسماءِ،
ترى في البذرة الأولى..،
حفيفَ الغصن والأشجارِ،
هذا الكون ترتيلٌ،
وإيقاعٌ،
وبوْح الوجْد في جسد الرحيلْ..
هذا أنا..
شرقٌ وبابلُ،
والجرار قصائدي..،
هجّت عتيق الخمر من \"أهرامها\"،
وتماوجت في دفتر \"العاصي\"،
افتحي \"ميماسَ\" قلبكِ،
واستحمّي في لهاثِ العاشقينَ،
ووردتي،
طوقُ الحمامةِ،
أسرفتْ في غيِّها،
فَتَنَيْسَنَ الصفصاف في آلاءِ \"ورْدٍ\"،
والمدى..
قمرٌ لديك الجنِّ،
ذوبي في مرايا العشقِ،
كوني…،
ألف \"ورْدٍ\" في الغناء المستحيلْ..
سأكون ضيفكِ،
شهرزادُ،
وليلتي..
ألفانِ في ألفينِ،
فانسكبي على المرآةِ،
في كفّيكِ مفردتي..،
خذي ما شئت من مَطَري..،
وقولي:،
لا أريد الصمتَ،
عاشق ثغرك النادي..،
رسولٌ في رسولْ.. |