وتبقَيْنَ
خاتمةَ البَوْحِ
نبضَ الحياةِ بصَدري
وسرَّ الوجيبْ
-2-
مهاةٌ.. لها طلّةُ البدرِ
همسُ الندى
واشتعالُ الخريفِ
إذا ما توالى هُيامُ الندامى
وشعشع في زحمةِ الدربِ
طيفُ الغريبْ
-3-
تجاوزتُ فيها
شميمَ (الفراتِ)
وهاجرةَ القَيْظِ صيفاً
إذا هاج شوقي
أسى قُبّراتٍ حيارى
تهاوت على تلّةٍ من رمال الشواطئِ
إثر هسيس الحصادِ
وما جمَّع المتعبونَ ضحىً
من غلالٍ وطيبْ
-4-
يطالعني وجهُكِ الطفلُ
أحيا على رغبةٍ
حمحمتْ آخرَ العمْرِ
في عاصفات الخطوبْ
-5-
أحنُّ إلى رشفةٍ
من سنا ثغرك العذْبِ
أهفو إلى هاجسٍ من بريقْ
يطلّ نديّاً
على الوعد يأتي شفيفاً
كوجهكِ لاحَ
على عازبِ العمرِ
في سَبحات الغروبْ
-6-
جلوتُكِ يا لهفةَ القلبِ
طافحةً بالمنى
ما سلوتُ على الصمتِ
دفءَ جناها
وأقسم أنّي
لدى طيفِكِ المشتهى
في العراء غريقْ
-7-
وأحمل من ياسمينِ دمشقَ
كريمَ الهدايا
وأبقى على منهلِ البوحِ والذكرياتِ
أغذُّ الخطا مدنفاً
قارعتْه عجافُ السنينَ
وأغفى على دكّة الحزنِ
بين فجاج الخواءِ
يلمُّ ظلالاً من التبْرِ
يلهو بها راجمُ الغيبِ
يخضلُّ من رجعها ظامئٌ
في مَتاهٍ سحيقْ
-8-
صباحكِ بارقةٌ
ما عَدِمْتُ حياها
تجلّتْ أوانَ احتضارِ الندى
واستطابَ سُراها
حُميّا أقايضُها السِّحرَ
من بردى
خفقةَ الصدرِ
طاف بها الوجْدُ
واهتزّ من وِرْدها
دافقُ الشوقِ عذْباً
وما كنتُ إلا فتاكِ الحبيبْ
-9-
أنا العاشقُ الفردُ
ضلّتْ خطاهُ
وأنتِ الرجاءُ
على سَوْرة الخوف يأتي
وكنتِ الرباط الوثيقْ
-10-
بنفسي رؤىً
من قُطوف الزمانِ
ترامتْ دراكاً
هنا سِفْر ((ليلى))
وأيامُها البيضُ
والهينماتُ
وزادُ المعنّى
وسابلةٌ من سِخابِ الخطايا
وكوكبةٌ لم تزل
ترجُم الغيبَ ظنّاً
أقارِعُ فيها سهاماً توارتْ
وحلْماً تهاوى
وأوزارَ ما جرّحتْه يدي
وارتضى أن يكون الرفيقْ
-11-
وبين رُكام الهوى
شهقةُ الكِبْرِ
يعلو صداها
تخامرني.. أن أرودَ الكواكبَ فرداً
وأغتالَ راحلةَ الهمِّ
أفتضَّ من مهدها الشهدَ بِكْراً
لعلي إذا نلتُ منكِ الرضا مرةً
لا أخيبْ
-12-
تُرى أنتِ..
ما أنتِ
يا هالة الضوء وجهاً
ويا حلوةَ الملتقى
في ظنونِ الأريبْ.؟