وقَبْلَ ارتمائي إليكِ
أوزّعُ دمعي صلاةَ التمنّي
على شفَتيْكِ
وما أحرقَتْ في الخِضَمِّ رياحي
سوى لهفةٍ في طريقِ الضَلالِ
تداعبُ شوقي
وأكتمُ فيها حماقاتِ عُمْرٍ
تسامرُهُ ألفُ ليلى وهندِ
وداليةٌ من كُرومِ بلادي
وعَنْدَلَةٌ من فضاءِ الرحيلْ
وأُدرِكُ أنَّ الرياحَ تخطّتْ
حدودَ التمني
وأنّي فقدتُ صوابي لَدَيكِ
ويا طلّةً في مرايا شبابي
وسوسنةً عانقتْها رؤايَ
على نسمةٍ مِن غَمامِ المقيلْ
تلمُّ الصدى عن سحيقِ الأماني
وملءَ احتفالي
أرى دمعةَ اليُتْمِ تغتالُ يومي
وها أنتِ في الدربِ مَحْضُ سَرابْ
يعانقُ ما خلّفَتْهُ الرياحُ بصدري
وها أنتِ يا وَمضةَ الفجرِ ذكرى
تواريتِ في رَشْفةٍ من عذابْ
وما كنتُ أستعجلُ العاصفاتِ
إذا ما نشرتُ كتابي إليكِ
أرتِّلُه في متاهاتِ عمري
بصمتٍ طويلْ
وأقبسُ من وَهْدةِ الفِكْرِ زَهْواً
أنادمُهُ في مَخاضِ حضوري
وأسقيه دمعاً على ضِفَّتَيْكِ
من الوَجْدِ حتّى جنونِ المُحال
***
أسمّيْكِ نجوى
وتبقَيْنَ عندي ملاذاً شفيفاً
وتبقين عندي نداءَ الحياةْ
وتأتينَ طَلّاً
وحَشْرَجَةً من رؤى باهتةْ
وبَوْحَ اشتعالْ
به حين جُنَّ الرجاءُ حطامي
لوعدٍ عنيدْ
وما أروعَ الصمتَ يملي بُنُودي
ويسكبُ للفجر أحلى نشيدْ
يلازمُني في مُثارِ التمنّي
لأرحلَ فوقَ ربوعِ بلادي
جريحاً عميدا
يهيّئُ للدرب سيفاً محنّى
وصهوةَ مُهْرٍ خضيب الخطامِ
ترامى على كومةٍ من رمادْ
وما جرجرَ الدربُ من نُعْمَياتٍ
وما كان... كانْ
ويبقى على الدرب وهْمُ المعنّى
ويبقى على الدرب دفءُ الرهانْ