مَضَتْ دارُنَا يا أبي
وسُدَّ ملاذُ الشروقِ
على راحةِ النارِ،
سُدَّ رحابٌ مضيءُ،
وهذا نزيفٌ تَفتّحَ عن وردةٍ
في حطامِ الشفقْ.
أَعِدْنَا..
لنرجمَ فحمَ السكونِ
يخرّمُ دفءَ الحصونِ ونُبلى..
وَنُدْمن سورَ الشقاءِ
وبيتَ العلقْ.
مَضَتْ دارُنَا..
تحتَ جنحِ العفافِ المعظّمِ
وَهْيَ تقرُّ الرجوعَ،
لنجمعَ أكوامَهَا من عصيٍّ
وأحوالِ طينٍ..
وأرحامِ وردٍ زجاجْ.
لها مهبطٌ صاعدُ القهرِ،
قاعٌ لتغريبةِ الحلمِ،
خمرٌ خليطٌ
وبنٌّ سويٌّ
لوعي الهلاكِ الأجاجْ.
لها زمهريرُ المرايا.
وندخلها متربينَ بقبضاتِ قشٍّ،
وجلدِ ارتطامٍ بغيٍّ.
وسطعٍ عجاجْ.
عجاجٌ..
يصكُّ أساطيرَهُ في إناءِ النهارِ
وتحتَ وسائدِ قيلولةٍ
متعبهْ.
وينخرُ كالحامضِ البدويِّ
عظامَ السحابْ.
يدورُ بنَا خاسرينَ،
لنخرفَ مثل جدالٍ،
ونسلسَ في الذكرياتِ
ونُغوى..
على بللٍ بالرمال..
ولا نهتدي لاغتسالٍ يُرينا
سعيرَ الضغينةِ مخضوضراً
في البثورْ.
يهبُّ رثاءٌ عضالٌ
يحيلُ إلى الطينِ جدوى يدينِ
لتشحبَ تلويحةٌ فيهما
ثمَّ تغفو..
على محنةِ في الجبينِ القريرْ.
* * *
ألا طارئٌ، عاشقٌ، هائلٌ في الهيامِ.
يصرُّ علينا..
خلالَ الشتاءاتِ والبردِ
أن نسحبَ الحشرجاتِ
ونشهرَ جمرَ العناءْ!.
لكي يدفأَ الرمزُ في مفرداتِ الصهيلِ
ونتلفَ نصَّ الصفيرِ
وأن نستوي..
في هيولى الدماء؟!..