وينحو بكَ المستقرُّ
إلى لازمٍ مستبدٍّ
وآخرةٍ شُقَّ فيها
ولوجٌ مباحٌ.
كأنَّ الفجائعَ فيه
تدلِّيكَ قاعَ الجحودِ
ويسبيكَ نملُ الخريفِ،
وتمسي وحيداً
سوى من تجياعيدِ ليلٍ
تحاورُ فيكَ
دخولاً عتيقاً
وبرقاً دفيناً..
ووقتاً دميمَ الرقادِ.
.. وأنتَ جميلٌ وعذبٌ
إذا ما بدأتَ،
وأنهيتَ ما كانَ يسلبُ منكَ
نفيرَ الشجنْ.
وما يقتويه غيابٌ
ليبهمَ مرآكَ أو يغلقَ اليسرَ
بين يديِّ الورودْ.
لماذا انْهماكُكَ بالشوقِ
يُقرأُ رجعَ رثاءٍ
وترتابُ منهُ ملمَّاتُ ظلمٍ؟.
أمازلتَ في شقوةٍ من حنانٍ
تكيلُ من الذكرياتِ وَتُدْمَى؟!.
وتنهضُ،
يهواكَ أصحابُ حزنٍ
تلفَّقَ عنهمْ..
ومالوا عليكَ
لتنسى نحاسَ العذابِ
ولمْ تستملْهمْ..
ولم يحتدمْ نومُهمْ واغتباطٌ لديهم
سوى باجتراحِ جوارٍ تخيخٍ
يُمرّرُ عبرَ رنينِ الظلامْ.
... وأنتَ جميلٌ وعذبٌ
إذا ما بدأتَ التفاصيلَ،
يَفْتَرُّ بردُ التفاصيلِ عن هاوياتٍ
تُباهجُ من ناصياتِ الهيامِ البغيضِ
وفي القلبِ يهرأُ ماءٌ
وتُطفأُ أبصارُ سروٍ
ويذعرُ رحبُ الأمانِ الشريدْ.
فَشُدَّ إليكَ تفاصيلَ أخرى..
بلا هامشٍ أو تغاضٍ
ولا تنتبشْ في المتونِ الرغيّةِ
عن مشمساتٍ،
لتبصرَ ريحَ الصحابِ
مقطّعةٌ كلُّ ريحِ الصحابِ
وموصولةُ اللغزِ..
لغزٌ عليكَ وألغازُ هتكٍ
تقيمُ حلولاً..
لإغماضةٍ عنْ سديمِ الكلامْ.
يراوحُ فيكَ المكانُ،
وأثوابُ أرصفةٍ أطفأتْ سترَهَا..
والزمانُ غليلُ جهاتٍ
تخيطُ السدولَ،
لتبقى كما صرتَ ظلاً لظلِّ المراراتِ،
والغيثُ يعثرُ.
هل خائرٌ أنتَ أمْ عاثرٌ
أمْ تلوبُ على كسرةِ الخوفِ
كي تستديمَ الوقوفَ
على أُهبةِ الاحتلامْ؟..
يهيبُ بكَ القهرُ
رعشُ المسا والصباحِ
وإرمادُ ما خبأتهُ دفاترُ صيفٍ
يقرُّ النوى والنذيرَ
بأنْ لا رجوعَ عن القسوةِ
الظامئةْ.
ولا صهوةً في فسيحِ الدروبِ
تقوّضُ نومَ الخببْ!.
هي الهيبةُ المستكينةُ
مُحْلَولِكٌ قدُّهَا في فناءِ بهيمٍ
ومسلوبةٌ بالمنونِ.
وهذا الحنانُ العزيزُ
الذي لَمْلَمَ الالتئامَ شَحَبْ!.
ولمْ يلتحمْ في خلالِ وضوءٍ
وَضَوءٍ..
وذكرى بلادٍ أبرّتْ
بطهرِ الدماءِ
وكيِّ اللهبْ.
* * *
تَنَسَّمْ رجوعَكَ
عن مستقرٍّ غريبٍ..
وعن حلّةٍ
لنْ تداريْكَ إلاّ بوعظٍ
يشظّيكَ في حَلَكِ القهقرى..
والسدى.
ولازمُكَ المستبدُّ
يصلّبُ مطلَ الوجوهِ..
لتبتاعَ خنّاسَهَا
من وصيفِ الردى.
وبحرٌ يقيمُ العبادُ
على سطحهِ الزبديِّ
طوافَ الهروبِ
إلى درعِ حلمٍ
تفتَّتَ من عجلاتِ الكرى..
وانتهى حشوةً
للزمانِ اللغومْ.
يُدَمَّرُ وقتَ تشاءُ المدائنُ
نسجَ المتاهِ
ونسجَ الرحيلِ الأخيرِ
وقيلولةَ القومِ بعد التمرّغِ
بالاحتدابِ.
ووهمٍ مِنَ الصفحِ
يجلو البكاءَ
على ما مضى.