يضلُّ الأسى رَجْعَهُ والمقامُ
يضلُّ نسيمَ البقاءِ
ويذعرُ فيه دعاءُ الترابِ
فيا صهوةَ الجرجِ لمِّي
جلودَ الحسائرِ،
والامتطاءَ الكسيحَ.
ولا ترهقينا بصفوٍ
هو البؤسُ فوقَ جهاتِ النجيعِ..
ومرتعُ خوفٍ أعمُّ
يُعاركُ فيه العماءُ
بصيصَ الظنونِ،
وتعصفُ فيه..
ثقوبُ الخرائطِ مقروحةً بالحدادِ.
نطلُّ على بعضنا في جوارٍ أليمٍ
ويطلعُ فينا نباتُ الخرافةْ!
نطلُّ على ضيْقِنَا مُلْهَمِينَ
بمخزونِ آفاتِنَا والكلامِ الشهيِّ،
ونُلهمُ كالتائهين
بجرحِ بلادٍ
لهُ حضرةٌ أوسمتْ عمرَنَا
بالضجيجِ الضغينِ
وزهوِ الرمادِ.
***
لنكبرَ أو نبلغَ الآسَ قبلَ
وهادٍ نضيقُ عليها.
فتهرعُ معروسةً بالطبولِ
لِلَجْمِ الأنينْ.
لنكبرَ في بعدِنا والأوانِ
وفي صقلِنَا جلّنارَ المتونْ!..
ونمسحَ عن موتنا ظلمةَ الزهدِ
حَلّتْ علينا
وجوداً نجيّاً.
ونحنُ حللنا
ضيوفاً من المؤنسينَ
وعشاقَ نومٍ مريبٍ.
وَثِبْنا إلى طيفها يشربُ الضيمَ عنا.
يظلّلنا كالسباتِ المؤبَّدِ
أو سكرةٍ أُدخلتْ عِقرَ أحزاننا
واستقرتْ..
تهزُّ بنا دمدماتِ الكلامِ
وخصْرَ الوئام.
ونحنُ نشعوذُ يا أيها الشرخُ
إنَّا من الخاطئينَ
وإنَّا من الفائزينَ
برثِّ الهواجسِ والممكناتْ.
أعدْ أيها الشرخُ طعنَ القياسِ
وحسمٍ يكفّنُ ذكرى قروحٍ
على جلدِنا والدماءْ.
نصوغُ متاهاتِنَا كالزلالِ
ونفقدُ حرمانَ أبصارنا كي نرى؟!.
تبورُ الرؤى..
والقفارُ سَطتْ واصطلتْ
فوقَ أجسادِنا كالرداءْ.
***
حصونٌ تقومُ على آهةٍ مَدُّهَا
كالرغابِ المسجَّاة فوقَ صفيحٍ
يُجنُّ التماعاًٍ ونحنُ...
نقيمُ على الرعبِ أرحامنا
والهواءْ.
... وريقُ الدنانِ الشريهِ
يزرّرُ قاعاً من الطيشِ
ثمَّ يواري أجيجَ المواعيدِ
بينَ تفاصيِلهِ اللامعةْ.
وَتَنْعُمُ رؤياهُ مرضيةً بالهجوعِ
إلى برقِ تيجانِهِ الناصعةْ.
حصونٌ تدمَّتْ..
وحتفٌ تجمَّعَ في ثّلةٍ من رياحٍ
تنادتْ على برزخٍ
يغتني رقعةً من فضاءٍ
وقد حُمَّ فيها سكوتٌ
وركضٌ غريبٌ
على أرؤسٍ ضائعةْ!
يصوِّت خوفُ الجهاتِ
على بهجةٍ أُفرغتْ من خوابي الجنونِ
وهامتْ.
على مسِّها فوق جسرِ الحياةِ
الذي اختل من هجرهِ
والفلولِ التي أحكمتْ قبضتينِ عليه
وأجراسَها والشهيقَ الضئيل.
يصِّوتُ جرحٌ
له أنَّةُ اليتمِ بين أبوَّةِ
هذا الظلامِ الجديدِ.
وكانَ لهُ أهلُهُ الطيبونَ- قديماً –زمانَ
الظلامِ العتيقِ
ولكنهُ الآنَ يخرجُ
مثلَ الدريئةِ- محروسةً بالحصار –لينهى
عن الظلماتِ..
وَلَدْنِ الهباب الضليلْ.