غصصُ الحياةِ ندوبُها لا تختفي
وأنا بغصّةِ آهتي لم أُسْعَفِ
لم أشتهِ ما في الحياةِ من المنى
أبداً ولم أجزعْ ولم أتأسّفِ
سبحان مَنْ وَهَبَ الحياةَ حلاوةً
وكسا فؤادَ الكونِ زهرَ تعفُّفِ
الخافقانِ تنفَّسا فرأيت في
جرحيهما خفقاتِ صوتي المُتْلَفِ
سقطَتْ نيازكُ فرحتي فلمحتُها
كَمَدَاً يعانقُ وحدتي بتلهُّفِ
***
أنا ما شُغلْتُ بغيرِ ذِكْرِكِ.. حاملاً
نهرَ الوفاءِ.. ومثل قلبكِ لم يفِ
إن كنْتُمُ أهلاً لنسيانِ الهوى
فأنا إلى النسيانِ لم أتعرّفِ
أو كانت الأرزاء تعصف بالمنى
فعواطفي رغمَ الشقا.. لم تنطفي
ذكراكُمُ أبداً لهيبٌ دامغٌ
في القلبِ لم يهدأْ ولم يتعطَّفِ
لم يعرفِ القلبُ العليلُ ملالةً
أبداً ولم يجهلْ ولم يتخلَّفِ
لكنّ قلبكِ لم يذقْ طعمَ النّوَى
مثلي ولم يكُ في هوايَ بمنصفِ
***
وصفُوا الدواءَ لكلِّ صاحبِ علّةٍ
وأنا العليلُ بوصْفِ حُسْنٍ مُسْعِفِ
وصفُوا الجمالَ ولم تكنْ أوصافهم
تأتي برؤيةِ عاشقٍ متصوّفِ
قالوا الكثيرَ عن الغرامِ وأهلِهِ
وتحدَّثوا عن نارهم بتصرّفِ
قطفوا ثمار الشعر من أحوالهم
وتفنّنوا بجَواهُمُ بتكلُّفِ
وتحوّلوا عنّي ولستُ بسائلٍ
عنهمْ .. ومن آبارهم لم أغْرِفِ
فَهُمُ كأمثالِ الذين تمكّنوا
من بعضِ ما تلقاهُ روحُ المُدْنفِ
لم يُتقنوا وَصْفَ الحقيقةِ مرّةً
كم واصِفٍ للعشقِ ليسَ بواصِفِ
سافرتُ في الذكرى بقلبٍ حائرٍ
وبدمعةٍ حرَّى وشوقٍ مُسْرِفِ
أوقفتُ كلَّ الحالِمينَ بوصلها
وأنا عن الأحلامِ لَمْ أتوقَّفِ