هل كِدتُ أعفو عنكَ...!
... لم أشربْ دمي
لأَحبَّ غيركَ يا حبيبي
كدتُ أهجر صيفكَ العالي
لأَخرجَ من خريفِ الحبِ
عاريةً مِنَ الأوراقِ
حولكَ لا أطوف
وليسَ مَنْ يسعى إليكَ
سوى بقايا من جنونٍ أرتديهْ
الحبُ يقلقني وأهربُ
من بقاياكَ الحزينةِ
من بقايا الروحِ
في ورقٍ أسامرهُ
وَيشربُ من عيوني
أنتَ طفلٌ لا يعريكَ المساءُ...
وَلا النساءُ..
فترتقي نَخَلَ الشجونْ
كَمْ مِنْ حزينٌ أنتَ يا طفلي
تجردكَ البلادُ من الأمانِ
فَتَنْثُرُ الفوضى على أوراقِ قَلبكِ
ثُمَّ تهربُ
حِينَ تسكنُ آخر الدمعاتِ
كي تغفو عيوني
مُسبل الجفنينِ
تبني رَمادَكَ فوقَ آهاتي
وترمي جمرتين من الصراخِ على سكوني
عبثاً أحبكَ مرتين..
رأيتُ وجْهَكَ غائماً
ويديكَ في كفي فهلْ
سأُحبُ غَيْرَكَ كي أحبّكَ يا حبيبي
* * *
-قوسُ المساءِ ووحدتي
ورأيتُ سَهْمَكِ في قميص النومِ
يشربُ تحتَ قمصاني دماً
ويشيلُ همي
ماذا إذا خَرَجَ الأَحبةُ
في ملاءاتِ السوادِ
وكنتِ باكيةً كأمي
ماذا إذا ناحَ الرصيفُ
على خطاي.
وكنتُ أبحثُ فيكِ عني
ولقدْ وقفتُ أَمامَ حبكِ صامتاً
وكأنني جرحٌ يغني
علمتني ألاَ أُحبكِ
كي أَحبَكِ \"غصبَ عني\".