نامَ الظلامُ وأنتَ وحدَكَ
تستحمُّ بما يخبئهُ الأرقْ
نامتْ مصابيحُ البيوتِ
وطيفُ مَنْ تهوى يُحَوِّمُ كالفراشَةِ
ها هنا نجمٌ...
هنالك غيمةٌ تغتالهُ.
وهناكَ قلبٌ راكعُ
طيرٌ هنا
وهناك نصفُ رسالةٍ
والبابُ...
نصفُ البابِ مفتوحٌ
ونصفكَ ضائعُ
هل \"حمص\" ما زالتْ تشرّدُ عاشقِيها
والطفولة دمعتانِ على نوافذها
وخمرتنا يُتعتعها اليفاعُ
هل \"باب تدمرَ\" غصةُ العشاقِ
أمْ تنويحة الأحجار.
إنْ خَطّوا مآسيهم وضاعوا؟
نهرٌ على \"الميماس\" يدخلُ من غديرٍ في دماكَ
ولَمْ تجدْ إلاّ رياحَ الغيرةِ الحمقاءِ
ترفعُ موجةً لجنونكَ العالي
فيغلبك اندفاعُ
\"وردٌ\" تنام على وسادةِ سيفكَ العاري
وتحضنها دماءٌ أو دموعٌ كي يكفنها الشراعُ
أتجنُ في عز الربيع وتملأُ الدنيا دماءْ..!!
-أنا \"ديكُ\" مَنْ أَهوى يظللني غناءٌ
كي يشردنَي الشقاءْ
*ألأنها امرأةٌ تحبكَ
لَمْ تجدْ في النهرِ مرآة لوجهكَ
لم تجدْ في الضوءِ إيقاعاً لظلكَ
لم تجدْ حتى الهواءْ..؟؟
-أنا هناكَ...
*ومن هنا..؟!
-طيفي وأوراقي وطفلٌ
كنتُ أعرفهُ ويعرفُ وَجهَها
حينَ الوداعُ امتدَّ جسراً بيننا
والقلبُ نامَ على أظافرِ دَمْعِها
والباب أغلقهُ الرجاءْ
*مِنْ أي داليةٍ ستعصرُ خمرةَ الصحوِ الأخيرةَ..؟
مَنْ سيرفَعُ ظلَّكَ المشروخ
في عزِّ الظهيرةِ؟؟
مَنْ سيرثي للنوافذِ
وهي مغلقة على دمع توارى؟
أيّ كفٍّ سوفَ تمسحُ عَنْ مآقيها
مناديلُ الوداعْ...
-للدمعِ صوتٌ
للأصابع غصّةُ التلويحِ
للصمتِ احتراقٌ
بينَ شباكينِ ناما
في متاهاتِ الضياعْ
والبحرُ حينَ يصيرُ امرأةً
سيسحبني إلى قاعِ الجنونِ
فأبْتَني بيتاً لأحزانِ القصيدةِ
في دمي
وألوبُ منكسراً أُفتشُ عَنْ شِراعْ
لا أستطيعُ سوى احتراقي
لا أمدُّ يدي لأقطفَ مِنْ إجاصِ القلبِ
نَزفي
لا أريدُ سوى التي
ضيعتُها في لحظةِ الطيش النبيل
سوى أصابعها لتمسحَ عن شفاهي
حَرَّ هذا البوحِ
تعطيني مفاتيحاً مِنَ القبلاتِ
كأساً مِنْ رحيقِ الهمسةِ الأولى
هدوءاً كي أنامْ.
كأسي على \"الميماسِ\" منكسرٌ
وأيامي عجافُ
وكأن هذا النهر ينبعُ مِنْ دموعي
أو كأنَّ الماءَ من جرحي رعافُُ
وكأنني والموتُ يسكنُ في دمي
سأعيشُ كي أبكي عليها
*روّيَتَ أدمعَها الثرى ولطالما
\"روّى الهوى شفتيكَ من شفتيها\"
-حَكَّمْتُ طيشي في مجالِ محبتي
\"ومدامعي تجري على خديها\"
*هلْ كانَ قلبك نائماً فهجرتَها؟
ورميتَ أشواكَ الورودِ إليها!
-\" ما كانَ قتليها لأني لَمْ أكنْ
أخشى إذا سَقَطَ الغبارُ عليها
لكنْ ضننت على العيون بحسنِها
وَأنفتُ مِنْ نظرِ الحسودِ إليها\"
*وإلامَ أنتَ محاصرٌ بهوائها..؟
-حتى يسيلَ دمي على كفيها
*حاذر إذاً أن تستريحْ
واشردْ على قصبِ السواقي
أنتَ موالٌ جريحْ
واتركْ دماكَ تسيل أنهاراً
وَعشْ طيراً كسيحْ
فعسى التي أَحببتَها وقتلتَها
تأتي لتحملَ غصةً
عَنْ عاشقٍ يمشي ذبيحْ