مزمور /أول/-
أتريدُ شرنقةً لتدخلَ
بعدما غنيتَ وانكسرتْ خطاكَ على الدروبْ؟
أتريدُ تذكرةً لترحلَ
عن بلادِ غربُها شرقٌ ومشرقها غروبْ؟
وتريد ناياً
سوف نبكي من أساكَ
فكن وحيداَ حين تدخلُ في القصيدةِ
أنتَ من ملحٍ ونخشى أنْ تذوبْ
* * *
-مزمور /ثانٍ/-
هي أحرَقتكَ فلا تلمْ يدَها
إذا امتدتْ إليكَ
لأنها تهوى رمادكْ
وهي استطالتْ فوقَ أشجارِ الحنينِ
إليك تشدو بالغناءِ
وأنت منطفئٌ
كشمعٍ تحت عصف الريحْ
تشعلُ دمعةً لترى فؤادكْ
* * *
-مزمور /ثالث/-
احمل معي دَمَكَ المدلّى
بين نافذتين من ليلٍ ومن حزنٍ طويلْ
وانسجْ معي صوفَ القصيدةِ
بانتظار يدٍ
وامرأةٍ أعانقها فتُرْديني قتيلْ
* * *
-مزمور /رابع/-
اخْفِ النَبيذَ
ولا تكن في الجهر سكراناً
فأنت مشاكسٌ
ستخاصم الأشجارَ والشطآن
تهجرُ في جنون السُّكْرِ
امرأةً كشمسِ الله تسطعُ في حياتِك
وتروحُ تهتفُ بالمراكبِ
سوفَ أرحلُ
ثم تبكي حين تصحو بعد سكْرٍ
ثم تحضنها وتشربُ خمرَ ذاتِكْ
* * *
-مزمور /خامس/-
لك أصدقاءٌ
يشعلونَ شموعَهمْ
ليروكَ أنقى من ثلوجِ الصبحِ في فجرٍ جديدْ
لك أمنياتٌ من خراب القلبِ
أبوابٌ وجنّاتٌ ومفتاحٌ بعيدْ
لك ما تريدُ من القصيدةِ
فافتح الشباكَ واعتقها
ليغسلَ ضوؤُها ليلَ العبيدْ
* * *
-مزمور /سادس/-
افتح كتابكَ وانتظرْ
تفاحةً تأتيكَ من حواء
في زمن الجليدْ
مازلت من زمنٍ تخاتلُ وعدَها
وتحبها...؟
يا من تحبُّ نداءَها
اصرخْ على ورقِ الرسائلِ وانتظرْ
قد ينتهي وجعُ القصيدةِ
حين يخذلكَ البريدْ
-مزمور /سابع/-
أَقْبَلْتِ
كم بحرٍ مضى
كم موجةٍ حسرتْ قميصَ النومِ
عن نهدِ الصباحْ
وأنا أحبكِ
غير أن يديكِ عمرتا بقلبي
ألفَ قصرٍ للجراحْ
-مزمور /ثامن/-
بحرٌ....
خرجنا حافيين
الموجُ يضحكُ
والرمالُ السمرُ توشكُ أنْ تذوبْ
وأنتِ لي
هل تسمحينَ لهذهِ الشمس الحنون
بأنْ تودعنا وتبكي
حين يسرقنا الغروبْ
-مزمور /تاسع/-
مِن كم خريفٍ شبَّ هذا القلب؟
تسألني القصيدةُ
ثم تصهلُ باتجاه أصابعي
وتغيبُ في غيمِ الطفولةِ والنزقْ
-مزمور /عاشر/-
نمْ أنتَ تسهرُ
كي ترى دمعَ الشموعِ
ودمعَ سيدةٍ تحبُّكَ كي تحبَّكَ
هذي مصابيحُ البيوتِ.
توقفتْ أنفاسُها
ويَدٌ على الشباكِ
يشعلُ وقعُها المذعور قلبكْ
نَمْ كي ترى حلماً عصياً كي ترى
مدناً وأطفالاً وخبزاً طيباً
عيداً وسيدةً من الأزهار
ترسمُ نحوها الأطيار دربَك
-مزمور /حادي عشر/-
ماذا نريدُ مِنَ القصيدةِ
حينَ نسفح حِبرَ هذا القلب
في وطنٍ تجذَّرَ فيه هَمُّ الأنيباء
وأسقط الشعراءُ بعضاً من جنونِ نقائهمْ
كي يدخلوا أُفقَ المراكبِ
رافعينَ رؤوسهَمْ نحوَ الخرابِ
ونحو ما أبقى الخرابُ من الخرابِ
ونحو ما
يدني القصيدة من سطوعِ الروح
لا غيمٌ تدلى من نوافذنا
ولا جاءَ الربيعْ
هي حزنُنا الورديُّ
هجرتُنا من الليلِ الذي يدنو
ليحملنا إلى شمسِ الصقيعْ
-مزمور /ثاني عشر/-
دَعْ عنكَ ما يُروى عن الأجيالِ
نحنُ القادمونَ من الجليدِ إلى مرايانا
ونعرفُ....
كيف نرسمُ جرحَنا العاري وننزفُ
نحن أَعتى من جنون البحرِ
يعشقنا الجنونُ ونحن أعرَفُ
بالتسكعِ فوقَ أرصفةِ القصيدةِ
واللهاثِ أمام فتنتها
وصوتَ الريحِ إنْ مرَّتْ بغيمٍ أو بنايٍ
مَنْ سوانا يبرقُ أو سيعزفُ.
-مزمور /ثالث عشر/-
لكَ أنْ تجيءَ
الوردُ قامَ إلى النوافذِ
يسألُ العشاقُ عن قمرٍ تدلى
مِنْ شبابيكِ النعاسِ ولم ينَمْ
لك أن تجيءَ
وأنت (سيزيفُ) الذي
أشرعتَ كفّا للرياحِ
وأَلفَ كفٍّ للعدمْ
لك أنْ تجيءَ
وتنحني نحو القصيدة
ثم ترفعها لترميها إلى قاعِ الندمْ.
-مزمور /رابع عشر/-
كذبتْ عليكَ أصابعُ امرأةٍ
وقالتْ أشتهيكْ
وأجيء عاريةً
لأمسحَ حزنكَ العالي
رؤاكَ السودَ
أخرج كل يومٍ في الصباحِ لأرتديكْ
-مزمور /خامس عشر/-
نَدِمَ المغني
حين صاغَ دموعنا وتراً
يحنُّ إلى يديهْ
هو يائسٌ...
لا شيء يشغلهُ سوى
إنْ طارَ نحو فضائِهِ
أو غابَ مَنْ يبكي عليهْ؟