بين رجــــل ومدينــــة
ربما كنتُ أبكي كثيراً، وأمشي كثيراً،
وأضحكُ وحدي قليلاً قليلاً،
لأنَّ البكاءَ الجهيرَ على الصحبِ
في بلدِ الأشقياءِ طقوسْ
-ألا ترتدينَ دمي يا امرأةْ
وكانتْ تمدُّ ذؤابةَ عطرٍ إلى جسدي
كانَ سربُ الحمامْ
يَحطُّ على كتفي مِنْ يديها
وكانَ المطرْ
رذاذاً جميلاً على شعرِها
خمرةٌ ريقها
قلتُ أَشرَبُ كأساً
فمالتْ عليَّ بأهدابها، ومشينا معاً
ذهبنا إلى شارعٍ مقفرٍ
عصافيرهُ غادرتْ سروةً، لم نجدْ جِذعَها، أَصلها، فرعَها
لَمْ نجدْ غيرَ ريشٍ ودمعٍ
وطاحونة من دمٍ.
ربما كنتُ أَبكي كثيراً
لأنَّ التي أَمسكتْ إصبعي
لَمْ تجدْ شفتي
ناولتني قميصي الملطخَ بالدمِ، والملحِ، والقبلاتِ،
وقالتْ سلاماً
على قلبكَ المتورم حباً
وكانَ الرصاصُ يراقصُ أشلاءَنا الباقياتِ،
وقالتْ سلاماً
وكانتْ معي
ناولتني ضفائرَها،
فركضتُ كذئبٍ، لأصطادَها
وأَنثاي كانتْ،
وكانَتْ وكانتْ...
وكنا معاً
ذهبنا إلى شارعٍ صاخبٍ
لَمْ نجدْ غيرَهُ
غيرَ أظفارِهِ نحتمي تَحتَها،
فوقَها،
بينَها،
لم نجدْ غرفةً وسريراً من الغيظِ
يطفئُ شَهوتَنا للشجارْ
وكانتْ تمدُّ ذؤابةَ قصفٍ إلى جَسدي
كان سربُ الرصاصِ
يَمرُّ على كتفي من يديها
وكانَ الخَطرْ
كطرحةِ عرسٍ على شَعرِها
خنجرٌ كفها
قلتُ أجرَحُ قلبي
فمالتْ عليَّ بأشواقِها
وسقطنا معاً
ربما كنتُ أبكي قليلاً
وأَمشي قليلاً
وأَضحكُ من خَيْبَتَيْنَا كثيراً
لأنَّ البكاءَ الجهيرَ على الحبِ
في بلدِ (المافياتِ) جنونٌ، وعربدةٌ
هل أَشدُّ جبيني على صدرِها، وأغادرُ وجهي!!!
سأملأُ أوردتي بالرصاصِ
وأَحملُ ما ظلَّ مِنْ وَجههِا
إلى شارعٍ يحتوي غرفةً
وسريراً م الحبِّ
والشرفاتِ البهياتِ
أُنثايَ كانتْ
ألا ينبغي: أَنْ نموتَ معاً |