1-
عِمْ صباحاً أيّهذا الصمتُ
لم أغلقْ عليَّ البابَ
لكني تواريتُ خجولاً
حينَ مَدَّ العمرُ طميَ الماءِ نحوي
غربةٌ واحدةٌ تكفي
وأغمضتُ جراحي
وشربتُ الماءَ من نبعِ تبدّى
في عيونِ الأصدقاءْ
غربةً واحدة تكفي...
وهذا البرُّ لا يكفي لهذا البحرِ
هلْ عذّبتِ بالأحلام غيري يا سماءْ؟
عِمْ مساءً أيَّهذا الصبحُ
لمْ أنهِ مسيري
حينَ صارتْ خطواتي برزخاً
بينَ مكاني والأمامْ
هَلْ تصلّونَ لروحي..
الماءُ يا ما أَنْشَبَ الرملُ به
كثبانه.
الطلقاتُ الحمرُ ياما
أخرستْ نجوى الحمامْ
وقريباً
سوف تشكو هذه الأرضُ خطانا
ثُمَّ نشكو القلقَ الدائمَ فينا
للذي أوجدنا من ألف عامْ
آن أنْ يمنحنا جرحاً يؤاخينا
وموتاً يبعثُ النشوةَ فينا
وحياةً حينَ ندنو
مِن خريفِ العمرِ تبكينا
وترجونا البقاءْ
ميتةٌ واحدةٌ تكفي
وهذا القبرُ لا يكفي لهذا العمر
هذا القبرُ لا يكفي أحدْ
غربةٌ واحدةٌ تكفي
وكمْ من غربةٍ في الروحِ تشدو
بينَ آفاقي وأغلال الجسدْ
-2-
ينبغي أنْ تظلَّ البلاد بلادي
وأنْ يزهرَ الياسمينُ
على شرفةِ الروحِ
كي تستطيع القصيدةُ
مجروحة أنْ تغني
وضاحكةً أنْ تغيبْ
ينبغي
غيرَ أنَّ دمي ضالعٌ
بتسلقِ هذي الطلول
ومستأنسٌ بالخرائبِ
عَنْ غربةٍ في عيونِ الصغارِ
وعَنْ خضرةٍ تحرقُ العندليبْ
غيرَ أنَّ دمي
ذاهلٌ عَنْ دمي
وأنا صاعدٌ نحو حلمٍ جميلٍ
ومنهمرٌ كالحجارِ... الحجارْ