من أوراق منتصف الليل
هوذا دمي .......
يمشي أمامي رافعاً كفيه يمشي
مثلَ متهمٍ وأمشي
خلفَ أغنيةِ النبيذِ
أمرُّ بالأنثى التي تعبتْ لتجعلني نبياً
ثُمَّ أمشي
خلفَ شيطانِ القصيدةِ
ثُمَّ أحلمُ أنني أمشي وحيداً خلفَ نعشي
ثُمَّ أسأل قاتلي دونَ اكتراثٍ
عن بلادٍ تجعل العصفورَ ذئباً
ثم أمشي
نحوَ قبرٍ كنت أحفرهُ برمشي
هوذا دمي
ينسلُّ خلفَ البابِ
يتركُ ما تهاوى في جبيني من غضونٍ
ما تساوى بين أعضائي وأشجارِ الحديقة من غصونٍ
ثم يسحب نحوَ موجِ البحرِ أشرعةَ العيونِ
يشدُّ قمصاني ويمضي
تاركاً في الأرضِ أشلائي
وأمضي ....
نحوَ امرأةٍ تبعثرني كعاصفةٍ
ويَجْمَعُ بعضها بعضي
وأمضي .....
قُلْ أينَ تأوي حينَ تترككَ القصيدةُ يا دمي
قُلْ أين يأوي الليلُ حينَ تمدُّ خطوَتَكَ الأخيرةَ.
نحو ليلتِك الأخيرةِ.
ثُمَّ تدركُ أنَّ خيطَ الشمسِ
حُلْمٌ لا تراهُ سوى القصيدةِ
والعيون المغمضات على سريرٍ من مَسَدْ
أحلمتَ بالشرطي يحشو بالورودِ مسدساً
ويقولُ قفْ وارفعْ يديكْ
أحلمتَ بالأطفالِ حينَ تعودُ
تعلو ضجةٌ في البيتِ
-بابا... جاء بابا... جاءَ بابا...
-أينَ ألعابي؟
-وأين شريطتي الحمراء؟
تنتبهُ الصغيرةُ ثم تصرخُ
-أينَ بابا.... أين بابا..؟؟!!
ثم تنتبه القصيدة أين شاعرها
وتحمر اضطرابا
وأرى دمي ينسلُّ خلفَ البابِ
يتركني وحيداً
حينما الشرطي يزدادُ اقترابا |