وَجَلٌ مُقَبّلها وأوجاعٌ نواها
والنارُ فيها والبراءةُ في رؤاها
للحُسْنِ صولتُهُ..
وأصباغٌ وحنّاءٌ ولأْلاءٌ يَضوءُ على الجدائلْ
ولها تلاوينُ الرياضِ.. لها جناها،
ولها أغاريدُ العنادلِ وارتعاشاتُ الجداولْ
ولها الوفاءُ.. لها العطاءُ.. لها الغناءُ السرمدي
لها الصباحاتُ المطيرةُ وابتساماتُ الخمائلْ
ولها فضاءُ العاشقينَ.. لها انخطافات الأيائلْ
لا خمرَ تُسكرني ويسرقني لَماها..
أبداً تراودني الغِوايةُ ثمّ يعصِمني هواها
أنثى من الأضدادِ تَهْجَعُ خلفَ أضلاعي،
ويوقظها حنيني
تستنهضُ الولدَ المُغَيّبَ خلفَ أستارِ الجنونِ
ظلاًّ يفيضُ من المُجونِ إلى الشجونِ
مُتمطّراً خلفَ المِهارِ يَهيمُ في فرحِ البراري
مُهراً يناديهِ الحنينُ إلى مشاكسةِ المِِهارِ
الخوفُ يسكنهُ وينتزعُ السكينةَ من مباهجه فيمعنُ في الفرارِ
والوجدُ يدعوها فتحضرُ في براءاتِ القصيدةِ..
ترتدي ألقَ الحروفِ
أنثى من الوَلَهِ الشجيِّ تفيضُ بالخِصبِ الرّهيفِ
أنثى وتختصرُ الفصولَ إلى ربيعٍ من جنونِ.
***
يا سيّدَ الأورادِ هذا والهٌ يصحو من الدَنَفِ الحميمِ..
إلى غياباتِ الذّهولِ، إلى التلاشي
ظلاًّ تَماهى في ظلالٍ بينَ أحزانِ السوادِ إلى تباشيرِ البياضِ
بينَ المبادئِ والموانئِ ضاعتِ الأعوامُ وانحسرَ المِدادْ
هي لحظةٌ تَذَرُ الفؤادَ مُبَدّداً بين الهواجسِ والنوارسِ
وانكسارات البلادِ
هي لحظةٌ تغتالُ أحلامي وتذروني رمادْ
هي لحظةٌ تغتالُ عمري..
تجعلُ الولدَ الشقيَّ مُرَدَّداً بينَ الحقائق والظّنونْ
يا سيّدّ الأورادِ حانَ المُنتهى
هل فيكَ أختتمُ الطريقَ وفي جَواها المُبتدا؟!.
يا سيّدَ الأورادِ كيفَ تكونُ في الأضدادِ منجاتي
وهل يُنجي الرّدى؟!
إنّي يُضلّلني النّدى
إنّي على زَغَب الشفاهِ مُوَزّعٌ بدَداً،
ومرهونُ المصيرْ
وأنا على زَغَبي أطيرْ
وأنا على حَبَبِ الكؤوس معلّقٌ يعلو ويهوي
في مفازاتِ الصدى
إنّي ـ على قلق الطيور ـ أهزُّ أجنحتي ويُسقطني الدوار
لا السِّربُ يقبلني ولا الأجواءُ تدفعني،
ولا أمنُ البراري،
يُبقي على الولدِ الجميلِ فكيفَ ينبجسُ الهدى؟
آهٍ من الصفّصافِ والحَلفا وآهٍ ألفُ آهْ
آهٍ من الحنّاءِ.. من عسلِ الشفاهْ
هل أبتدي منكِ الطَوافَ وفيكِ يختمني الرّدى؟
آهٍ من الصفصافِ والعاصي ومن وهمٍ غدا
سيفاً على ليلي المُؤَرَّق بالمشاريعِ الخطيرةِ
والشعارات الكبيرةْ
وطنٌ تُهدهدُه المصانعُ..
تزدهي فيهِ المزارعُ..
يخلعُ الزيتونُ خضرتَهُ على صخرِ الجبال
وطنٌ.. وأبناءٌ سواسيةٌ ودنيا من جَمالْ
إنّي تُسجّيني المبادئُ فوقَ أحلامي ويشنقني النضال
وطنٌ تراودُهُ الشّراكةُ..
بل غِواياتُ المصارفِ ثمّ يمعنُ في الضلال
شَرَكٌ... ويقتسمُ الشريكُ فراشهُ.. أنثاهُ..
يفتتحُ النوافذَ والمنافذَ.. بيتَ مونتِه..
جرارَ الخمرِ.. صومعةَ الطحينْ
شرَكٌ.. ويُشرعُ للشريكِ مدارساً ومناهجاً،
وعقولَ أطفالٍ، وشعراً، ثمّ قرآناً ودينْ
شَرَكٌ.. ويخترقُ الشريكُ الأرضَ من طرفٍ..
ليخرجَ في المعابدِ سومريّاً
أو يمتطي وجهَ الفراتِ ويُعملُ الإزميلَ في الرُّقُمِ الجليلة..
ثمّ يغدو بابليّا
شَرَكٌ وأشراكٌ ويَعمى ثمّ تأخذهُ الحبالْ
والفارسُ المبهوتُ تخنُقُهُ المبادئ أو يخاتلهُ النضالْ
يا سادةَ الوطنِ المُعَلَّبِ في المعارضِ والمتاجرْ
لُفّوا الرُفاتَ بِخِرقَةٍ كانت ترفرفُ في الضميرِ
ودَعوا التباكي إنّنا موتى بأصلابِ الدهورِ
إنّي معَ الصفصافِ والنعناعِ منتظرٌ نُشوري
آهٍ من الصفصاف والحَلفا ومن وَجَلِ الطيورِ
أسلَمتِنا يا آخرَ الرايات يا: \"بيضٌ صنائعُنا، سودٌ وقائعُنا\"
والآنَ يبتدئُ السُّرى
إرْثٌ هزيلٌ أو جليلٌ يحتوي عُنُقي،
وفي قلبي صليل
بكت الطّلولُ على الطّلولِ
وبكت مواجعَها المراثي واستجارَ بها الصّهيلُ
والفارسُ المخدوعُ يطعنُ في خَيالاتِ الخصومِ،
وتنثني فيهِ النّصولُ
أرْهَقْتِني يا أوّلَ الراياتِ في \"أوروكَ\"،
يا رُقْماً تتيهُ على المتاحفِ بالملاحمِ والحروفِ
كيفَ السبيلُ إلى التخالعِ، والتصالحُ لا يلينُ مسارُهُ فينا،
ولا يَعِدُ البذارُ
بمواسمٍ تعلو بيادرها على فرحِ النّهارْ
أتلفتِني يا آخرَ الرّاياتِ في روحي ولَغتِ
وكبا الجوادُ بحلمهِ الكاوي، وفي وهمي اكتويتُ
إنّي قتيلٌ إن سقطتُ وإنْ نجوتُ
إنّي قتيلٌ إن عَقََدتُ وإن خَلَعْتُ
إنّي قتيلٌ شِئْتُ موتي أم أبَيْتُ
من يُنقذُ الصفصافَ من دَنَفِ الجداولْ
أو يُبرئُ المجنونَ من وَلَهِ الأيائلْ
مَنْ يَرتضي عشقاً يُعلّقهُ على جمرِ الجدائلْ
إنّي ارتضيتُ وما أردتُ ولا انتويتُ
ألقيتُ رأسي في الرؤوسِ،
وساعةَ اشتعلتْ بلادُ الرّقِ أفراحاً
تخلّصني البكاءْ
هُبَلٌ تناسلَ في هُبَلْ
فاسجدْ على حُرِّ الجبين
مَيْتاً توحّدَ بالبكاءْ
مَيْتاً يُجرجرهُ الفَناءُ إلى دياجيرِ الفَناءْ.