أرسمك على المداخل
فوق شواطئَ لاتموت
تدخلين رأسي بوردك وترابك
أنت دائرةُ الفرح التي
يتسع لها القلب
أنت الطفولةُ والمراعي
تلتصق بك الروح
كما الرمال للشواطئ،
ومثل الوردة للتويج
قريبة كأصابع الشعراء لأوراقهم
ينثرون فوقها الحبَ والتمرد،
والأحلامَ .
قريباً من هذا المحيط البعيد
تنامين يا بلادي كزنبقة
حقولك كتابٌ أضمه إلى الصدر
أحمله إلى ساحاتِ العشق
وأطلقه كحجلٍ بري .
تسورين رأسي بأكليل من النصر
وأغنية ..
أغنية ترفرف بجناحيها فوق نجوم الحرية
على غصن من الزنبق أدون أسمك
لتظلي أجمل الحروف،
وأجمل الأشعار
لتظلي الصباح والطفولة
عش نسر محاط بالصخور والزعتر
بلادي ..
يا أجمل الحروف
يا زنبقة القلب.
ــ 2 ــ
أصابعه الباردة تخطُّ أحزان القمر
تجسُ صهيلَ التمزق والثقوب
فوقَ خرائط الليل ..
بين كفيه النديين
يخبئ عصفوراً وزهرة
ينام حين تسكن المجاذيف
هو الذي يطارده الاغتيال
حتى آخر الحدود،
وحتى آخر العمر.
( ( (
تقبض الريحُ أعناق الغيوم
بعيداً تسقط لون عينيك
فوق أحزان المحاريث والرماد
فوق شعاب الخوف والطين
تواكبُ جنازاتِ المتسولين إلى مقابرهم،
المختنقة بالمياه والأشواك .
تصير ذاكرة الغرباء،
والصباح الغريب .
تنتظر في موانئ الزبد،
طائر النوء
لتغاوي قلبه بالرجوع والغناء.
( ( (
يصرخُ الليل للسفن والمغامرين:
ــ باردة هي الممرات التي توصلنا
إلى خليجِ القبر .
ــ فوق عتبةِ الميناء يغني السمك،
للمقامرين والقباطنةِ المتوسدين
طاولات المواخير، وصدور النساء
يجذ فون قوارب حنينهم
إلى المداراتِ المترامية خلف
سمرة النهود .
حين تسقطُ جمارتك فوق
مواقد المحيط .
تستوطن حرائق الأبيض المتوسط
وحكايات العجائز والرعاة
تلملم رمادك المعد للموج .
صهيلك
مناديلُ وداعك
أسرابَ الحمام .
( ( (
تنهضُ الآن
من أين؟
تنهض الآن
إلى أين؟
جبين الفرح يحترق .
من أي انهيار سنبني مدن العشق؟
وفي نسغنا مايزال حليب القتل