قبّةٌ سماويّة
مركزٌ وثائق
أماكنُ فارغة
وقراراتٌ محمولةٌ على عربةٍ
خشبُها لحم الجنود
وعجلاتها ستّةُ آلاف سنةٍ
هنا
حيثُ تلتقي تواريخُ المدن
جرى ما لمْ نستطعْ حتى نحن
-كتّابَ الملاحم الخاطفة-
أنْ ندوّنهُ
فقد كانتْ عيوننا مشتعلةً
كآبار النفط
ونحن نصغي إلىدقّاتِ الساعةِ
السماويةِ التي ماعتْ عقاربها
بحرارة الدم
حتى الشمس لم تستطعْ التدخّل
فقد كانت محجوبةً بغيومٍ
من سخام النفط
أما شط العرب
فقد كان عملاقاً جريحاً
مطعوناً في ظهره
وحين أراد أن ينقذَ أولاده
كان عليه أن يسحب البحرَ معه
لأن الصحراء هي الأخرى
كانت تزحفُ باتجاه الساحة
ومن الطب العدلي القريب
كان الموتى الطازجون
يردّدون أغنيةً بيضاء
تناثرت فوق اسفلت الشوارع
فاصطبغت باللون الأسود
-الاسفلت يرتدي الحداد دائماً-
النخيل جوق موسيقي
يردّدُ سمفونية القدر
مدن تركض في العراء
وبصعوبة بالغة
يستطيع المرءُ أن يميز المكان
لأن الأزمنةَ المتصارعة
قد تكدّستْ فوقه
جنود استراحوا عند
قاعدة تمثال ضخم
يمثّل فارساً يقصمُ ظهر الحوت
ساحة سعد أرض صالحة لزراعة التماثيل
قبة سماوية
مركز وثائق
أماكن فارغة
لن يكفيني الزمن الآتي
لأقول كل شيء
سأضيعُ في نفقِ الكلام..
سأضيع مطمئناً
لأني علّمت الأرض الكلام
منذ أن سمّيتُ التراب لساناً
وعلّمتُ السماء الرثاء
منذ أن سمّيتُ المطر دموعاً
ساحة سعد
نتوءٌ في جسد الزمن
هكذا...
حين يشيخ الوقتُ
ويبدو المشهدُ أكثر تاريخية
سأضيعُ مطمئناً
وسأستطيعُ أن أسمّي
الأيامَ القادمةَ أحفاداً
لأنا لمْ نزوّجْ ليالينا السمراء
لهذا الزمن المخصي
سأضيع مطمئناً
فلن تشرق الشمس سوداء
بعد الآن
ولا ينحني هذا الأفق
رغم كروية الأرض
سأضيع مطمئناً
فالتراب لساني
والسماء رثائي
وساحة سعد
نتوء في جسد التاريخ
هنا..
قبّة سماوية
مركز وثائق
أماكن فارغة
وقرارات...