سأحمل ليلى معي
هناك
وأهفو إليها بشوقٍ منيفٍ
وأطوي على جنبات المَدى
أضلعي
وأسكب منها إليها
وميضَ الجناح
وألهف حتى ترقّ هنا أدمعي..
رأيتكِ ليلى
بعيني شراعاً
تطوفين بحري
تلفّين حسّي
بباقةِ زهرٍ
وأنتِ، وأنتِ، ولا أحدٌ في المدى
غيرُ هذا القوامِ الشذيِّ
وأنتِ
هناك رؤىً في خيالٍ ترفّ
كجنْحِ فَراشٍ
وأنتِ هناك حفيفُ
خيال
يطوف على قِمّةِ نعنعٍ
ألمّ إليكِ أصابعَ وجدي
وأحمل عنكِ همومَ الخراب
وهمّي..
وأنتِ، وأنتِ
وروحيَ أنتِ
وقلبيَ ذاك اليميدُ بكفّي..
رماني الفؤاد إليكِ
خيالاً
وشفّ لهيبيَ منكِ زلالاً
فهاتي الكؤوسَ
وهاتي اليباسَ
فكلُّ الحقول رماد
إذا غاب عنها جلال يدينا
سلامي إليكِ
يؤمُّ البلادَ هناك
ويطلق
من جنبات السكون الغناء
كفاكِ.. كفاني
وأنتِ جَناني
وجنّية النهر
حورية الماء
أنتِ انتفاضُ الأثير
بأرض الذهول
وأنتِ الشراع
وأنتِ الوصول..
فهاتي يديكِ
وضمّي إليكِ
حنينَ المرافئ حين أسافر نحو
مرافئَ خضْرٍ
وأحمل ريحانَها في نبيذي
أقيلي سلامي
ومدّي بساطي على مرمر الكفِّ
هاتي
يديَّ من البرقِ والرعْشِ
والفكْرِ
هاتي
لهاتي
فأنتِ حياتي
وماءُ وميضي
وقلبي الذي عام فوق البروق
حريقي جميلٌ
وهذي المنارةُ عند شواطئ شِعرٍ
وقرب نوافذ نهرٍ
تخيطُ المَدى عبقاً
وتسكب وقْعَ الندى
فوق كفّي..
أليلايَ خفّي.. إليَّ
ونامي
بهُدْبِ صلاتي
ولا تقذفي باليراع إلى الماء
خلّي الزوارق تعبر أفقَ مدانا
وخلّي البحار تلمّ اليباسَ
وخلّي الجَمال جميلاً
وهاتي دواتي
فمن زنبقاتِ يديكِ
أضمُّ إليكِ نراجسَ حسّي
وأنضح بالشِّعر كأسي ويأسي
أنا في رؤى الماء وردٌ
وأنتِ الرحيلُ الجميلُ..
تمدّ الثواني رحيلي
وأجمل من وقتِ ذاك الهيامِ
هيامٌ بكِ الآن يعبر أفقَ البنفسجِ
من نورس الحلمِ
يكتبُ ماءً،
على صفحة الحسِّ
يترك ظلاً،
بماء عيونِكِ
يرسم كحلاً،
بشِعر الرياحين ينسج أفوافَ وردٍ
من الحُبِّ
يشرب كأس قوافٍ
فهل غيرُكِ الآن
يدرك شوكَ النبيذ بدمّي
وهل غيرُكِ الظلُّ
يعبر أشجارَ روحي
ويثمر في عشّ دوحي؟!!
سلامي إليكِ خذيني
إلى العشّ أطوي
على القشّ
بعضَ ارتحالي.