للشجر الصامتِ شجْوي
للفجر يشعشع في أهداب الأرض
يشقّ هموماً يقظى
يطلقها في شريان الضجة كي يرتاح القلب
يشق الفستقُ بردتَهُ
يُخرج من داخلهِ وردتَهُ
يهتزّ الغصنُ وينفض عنه عبءَ الريح على عاري كفَّيْهِ
منذ بكى فوق حبال أمانيه الغيمُ
وأجهَش بالنسمات وغاب
بداليةِ الأحلامْ..
مثل الزهرةِ يا شجرُ
أتفتّح في الحلمِ
ولولا العطرُ لبدَّدَني الضجرُ
أتحمّل حيناً تلك الريحَ الغبراءَ
تسدّ عليَّ منافذَ كلِّ حياةْ
يحميني حيناً عطري
لكنْ في كل الأطوار يحمّلني عطري
طعناتْ..
يا جاري الشجرُ
يا مَن فيه أعلّق عند حدود الليل ذبولي
أدخل..
أحمل نبضَ الخبز
وبعضَ الزيتِ
أدخل.. بيتي
فوق شفاهي حلوُ سلالِ الفرح المرسوم
وفي أنفاسي شدوُ الطائر..
تدنو مني أجنحةٌ وتزقزق بين يَديْ
أفرط عقْدَ الياقوت
على مقدمهم
وتشعشع في خشب الدار وقرميدِ الزرعِ
حكاياتٌ لفَّتها أوراقُ التوت
أرتِّب.. أنفاسي
أطمر في النار شجوني
أقرأ في دفتر أسرار الملكوت
أفتح قلبي؛ أوسع من هذي الأرض
وأكبر من أنْ يحملَ عالمَهُ
تابوتْ..
حين يلملم أجنحتي ليلٌ
أُمسي مسكوناً بالأحلام
وبالورد
وبالسعد تخبّئهُ الأيامْ
... ...
... ...
قلبي مزرعةٌ فيها أطيابُ الأنثى
قلبي مقبرةٌ
أدفن فيها زمني الغثّا
لكني في الحالين دفنتُ ضلوعي
وسكبتُ عليها دمعي
غيثا..
يتلبّسني الحُبُّ بكل زمانٍ
أتأبّط عمري للريح
تمدّ لخطوي أرصفةً،
شرفاتٍ أشهد عند وداعتها لوني
وشروقي..
لا يهرم حُبٌّ أبداً..
ما زلتُ أقاسم قلبي جرعاتِ الماءْ
بالحبّ أكسِّر أزمنةً
وأريق على خارطة الحقد حريقي
يكفي قتلا
أن يتقزّم عالمُنا، وتضيق مساحتُهُ
حتى تغدو ظلا
لا يستوعب.. قُبلةْ..
أفتح قلبي للحب على شرفات الحلم السادر
فليدْخلهُ أيُّ حمامٍ شاءْ
وليحمل من شاء إليه الشوكَ
ومَن شاءَ الوردَ
ومن شاء الأعباءْ
فأنا لا بد سيحملني حلمي ذاتَ عبورٍ
أشتاق لمَن ضيّعتُ ملامحَهُ في الديجورِ
وتاهتْ خلف رنين خطاهُ دمعاتي
أشتاق إليهِ
قد يعبر مِن قلبي يوماً
يعبق ورداً
حسبي أن يحمل لي ريشَةْ
تسقط منه
في غمرةِ سهوٍ
أغرسها في القلب يُفتّح أجنحةً
ويطير إلى دالية الأفقِ
تزرْزرُ في بستان الروح
أزاهيرُ الرؤيا
كم راودني الحلمُ وأغراني
فغفوت على قلمي
وأتاني طيفُ الغيثِ
ورائحةُ الشجرِ العاري
أن سوفَ يفتّح في أيلول
وها أيلولُ يمرّ وطيفُ الغيث يمرُّ
وأنا في الظل
تفتّح أحزاني..
يسّاقط من روحي أفقٌ
يغرق فيه القلبُ
ولا يتفتّح.. بستاني |