على وطنٍ تواعدْنا
وطارت من يدينا زنبقاتُ الحلمِ
أذكر كنتِ بين ألفاظي الشجيّةِ
تقرئين أسىً شفيفاً
قلتِ: فيمَ الحزنُ يا ظلّي الجميلَ؟!
وكيف تأوي وسْط عينيكَ الهواجسُ
قبلَ أن تمتدَّ أزمنةٌ
من الترحال؟!
-لو كانت أمانينا بأيدينا
لما في غمرتي النشوى استبدَّ الصمتُ
في شفتي وأطبَق ظلَّهُ الليليَّ
فوق جفون آفاقي..
أنا في ظلِّكِ الريّانِ
ربّانٌ طواه الغيبُ
ألقتْهُ الشجونُ على شواطئَ من أزيز الحزنِ
أنّى سار نزّ الجرحُ آلاماً..
أنا يا حلوةَ العينين
مثلُ الطائر المذعورِ حين طوتْهُ ريحُ الليلِ
لا صدراً رأى حلواً
ولا وطناً تفتّح بابُهُ كالوردةِ البيضاءِ
لمَّ عثارَ جولتِهِ..
***
على حلمٍ تواعدْنا
وبدَّ خطوَنا التيّارُ
حاولتُ انتشالَ الحلمِ
لكني ارتميتُ، فقمتُ أخرى
لم يكن شجري قوياً
كي يصدَّ الريحَ عن ورقي، انتصبتُ
على انكساري
لم يخِبْ قلبي بحبٍّ كانَ يسندني..
فأهداني إلى وطنٍ
غريبِ الرملِ
والأنواءِ
والشطآنِ
كان.. الحلمُ!!
كانت لي على جنح المدى
عصفورةُ الأشعار والأمطار
كان السهمُ يدخل في دم الإعصار
.. تسقط من غصون الأفق فاكهةٌ
مخضَّبةُ الأناشيدِ
الغناءُ صدى سقوطِ النشوةِ الأولى..
فيا فضّيةَ العينين
مذْ سرّحتِ شطآني، وأحزاني
أنا الرّبانُ
لا أرسو ولا أهدأْ
تنقِّلني البحارُ
وتارةً ترسو على كفّي
ولا شطّ لربانِ الهواجسِ والتغرُّبِ
مثلُ صدرِكِ مرفأ
الأشجارِ
والغيماتِ
والصحْوِ المعاندِ
في صَباحاتِ الندى المطلولِ حلماً
راعفَ الجفنينِ
مذْ أسبلتِ لي
كفَّين مرتجلَيْنِ
من تلويحةِ الكلماتِ:
سوف نعود رغمَ القهرِ والأسوار
رغمَ حريقِ غيمتنا..
وسوف نَشيْدُ
في وطنٍ.. قواعدَنا