أدقّ على صداكِ الخِصْبِ
أفتح للمدى الميمون
أجنحتي...
وتحت أريج باب الدار
أنتظرُ...
وليلٌ سرمدٌ طفِرُ
يمرّ على انتظاراتي..
وأصطبرُ
لماذا تحكِمين الصدَّ سيدتي
فما كانت زياراتي
سوى تلويحة بالقلبِ
ما كانت عباراتي
سوى تنهيدةٍ تنهَدُّ
في ذاتي..
لماذا تسكبين الكأسَ
في شفتي
ولا تروين أوردتي؟!
أدقُّ، أدقُّ فوق الريحْ
ومافي الأفق غيرُ الصمتِ
والنجمِ الجريحِ
يلمُّ أصدائي
وما غيرُ انكساراتي
على دربِ الحنينِ الموجَعِ الخطواتِ
يا قيثارةَ الشِّعرِ المجنَّحِ
في بنفسجةِ الهواجسِ والتوهجِ
يا ارتطامَ الوقتِ في أعماقِ ذاكرتي
هبيني بعضَ ما تهبين
من عينيكِ للسَّهَرِ المسافرِ
فوق أجنحةِ المسافاتِ البعيدةِ
لا تكوني كالتي باعتْ
على الترحال
بستانَ العناقيدِ
فما في كفِّيَ المفتوحةِ اللهفاتِ
غيرُ القلبِ والأشواقِ
أشرعةٌ مشرّدةٌ
فلا ترمي إلى الحيتانِ مرساتي
فما في العمرِ إلاّ زفرةٌ ثكلى
ومافي الليل إلاّ
صَرخةٌ عجلى
ومافي مهجةِ الأنسامِ إلاّ البوحُ
والأشذاءُ
والأسرارُ
سيدتي..
ترفّ على جبين الليل أنسامٌ مكسَّرةٌ
وحول الظلِّ أسوارٌ من الأحزانِ قامتْ
أحزم الأيامَ في قارورةِ الصمتِ
وأنتِ
شذى كرومي حين باغتني هواكِ اليانعُ الثمراتِ
أنتِ سلافةُ العنقودِ
والزيتِ
وأنتِ صباحُ إبحاري
إذا طوّفتُ في فلكٍ
من الريحانِ والنعنعْ
يسيلُ البحرُ من عينيَّ يرسل للمَدى درباً
تسير عليه أسفاري
ويهبط من رفيف الجفنِ ربّانٌ
من الشوق الملثّم بالليالي
يُنزِلُ المرساةَ عن ليلي ويكشفني إليكِ
رحيقَ وجدٍ فاغم اللهفاتِ
سيّدتي...
علىصدرالخرافةِ منكِ تنبعثُ الأساطيرُ
وفوقَ يديكِ تشدو الطيرُ
تشتعلُ
بها الرغباتُ
دارَ بأفقها الأملُ
وتحت سياجِ حبِّكِ رامها الغزلُ
تلملم من شِعابِ الفتنةِ الرؤيا
تضمُّ إليكِ من فرح اللقاءِ
توحُّدَ الدنيا...
على شبّاكِ أشواقي
وقفتُ كزنبقٍ.. ذابلْ
تنصَّتَ في عميقِ الصدرِ صوتَكِ جارياً
كاللحنِ يفتحني
على مصراعِ آفاقي..
أهزّ، أهزّ جذعَ الظلِّ
تسقط عتْمةٌ فوقي
يزيد الهجرُ من شوقي
وأسأل حبَّكِ المخبوءَ عن مرفأْ
لماذا دون زوّار المرافئ زورقي يصْدأْ؟!
وغيري من مياهِكِ يغرف الضحكاتِ
أبقى دونهم أظمأْ؟!
لماذا بحرُكِ الليليُّ يقذفني
مع الأصدافْ؟!
شِبَاكي ليسَ من دبقٍ
وليسَ هوايَ من شبقٍ
وما الإبحارُ صوبَكِ غيرُ توحيدٍ
مع التيارِ والمجدافْ...
أختَ الشِّعرِ خذيني..
فأنا والليلُ وأنتِ، بنفسجةٌ
تتفتّح في شِريانِ الحبْ
هاتي لغةَ الجمر
ربيعَ الوهْجِ
وصبِّي من كفَّيكِ خميرَ العشقِ
وخلّي الدنيا
تتشرّب من كفَّيْنا مايكفيها
أن تردمَ من صحراء السنواتْ
أختَ الشِّعرِ هلمّي نحوي
لا تدعي جسرَ الأيام يبعثر خطوتَنا
لا تدعي ريحَ الأحزان
تهرّبُ وردتَنا
أختَ الشِّعرِ..
دعيني آخذ من كفَّيْكِ وميضَ السَّيْرِ
ولا تقفي دهراً عند محطّاتِ العمرِ
فأنا ألفيتُكِ مثلي
ظلاً يبحث عن ظلي..
آنَ نوحّد في الشعر، الحب، الليل، الرغبة، ظلينا
تنكسرُ الآهاتُ المُرَّةُ
عند حدودِ السفَرِ الآسرْ
ويولّي الزمنُ الواهنُ
في حبٍّ قادرْ...
بتواصلِ قلبَيْنا
تدَّفَّق أنهارُ الرغباتْ
ترتفع الأشجارُ إلى سدْرتها
يشتعلُ الأفقُ اليابسُ أجنحةً
وطيوباً
وغماماتْ..
بتواصِلنا
ـ يا أختَ الشِّعرِ، الحبِّ النادر جداً ـ
تتفتَّق فينا
أكمامُ الكلماتْ |