أطرق بابَ الضوءِ
وأغمضُ عينيَّ
وأفتح أجنحةَ الصلواتِ إليكِ
أدقُّ.. أدقُّ.. أدقُّ
وخلفي في فلواتِ الكرْمِ
كلابُ الليلِ
تعضّ ظلالي
وأدقُّ على الطاعنةِ الرقةِ
في أعماقي
فأرقُّ
يا زهرَ الزيتونِ الناعمَ خبِّئْني
فأنا آتيكَ رعافاً
مسّدني من زيتكَ
غمِّسْني عطرَكَ
اغمدني في خضرتكَ السامقةِ الأحلامِ
اعصرني من حزني
وافتحْ لي من بابكَ نوراً
وتلَقَّ جميعَ جراحاتي
***
أطرق بابَ الوهمِ وأغمس في زاوية الزهر جناحي
هل أغمس في الماء
دفاترَ شوقي
وأبلّ بطيب النعنع أشجاني؟!
أطرق بابَ الوجدِ بأنفاسي
ينفتح البابُ على زندَيْ ألقٍ
أعبر وجدانَ الوقتِ
بسنبلتينْ..
هل ذاق البابُ رحيقَ غيابي؟!
هل ضاءَ البابُ لمقدم غيماتي؟1
هل ماجتْ ذكراهُ فحنَّ إلى
غابتهِ
وإلى أغصان طفولتِهِ
وإلى بستانِ وداعتِهِ؟!
هل حنَّ القفْلُ، وفكَّ عليه مصراعَيْ نسيانٍ
وتسربَلَ بالنسماتِ
وأدخَلَ من بعضِ خلاياهُ شريداتِ الروحْ؟!
هل دَخَلَ الضوءُ إلى البابِ
وهل خرجَ البابُ إلى غابتهِ
لمَّ ستائرَ حنطِتها
وغفا في ظلِّ الخضرةِ أنساماً
ورأى في الحلمِ الشجريِّ
حماماتٍ بيضاً
وفراشاتٍ تقفز فوق أصابعهِ
ورأى النهرَ رفيقاً
يعبر ظلَّ سواعدهِ
يحمل كأسَ الأرضِ إليه كي يشربَ من يَنْبوعِ الحلم
نبيذَ الغيمْ؟!!...
أطرقُ.. أطرقُ بابي
فتفيق من الأهدابِ
عيونٌ
خضرٌ
وظلالٌ
تشرب من شِعرِ شرابي
تتفتّح مثلَ بنفسجةٍ
في زورقٍ أنسامٍ
وتهزّ غصونَ الضوءِ
وأعبر في الليل
بأنغامي.. |