الريح تمشّط أشلاءَ الأشجار
ترشّ من الأنسام عبيرَ البوح
وتدلق من نافورة حُسْن
إبريقَ الضوءْ
كنتُ أُلاحقُ ضحْكَتَها من نافذةِ الروح
وألحق أحرفَها العجلى
أسرق منها المرآةَ
أسرّح وجهي
بأصابعِ زنبقها..
يامَنْ تقطر من دمّي
وتُملّي من بسمتِها حبّاتِ الطلع بغيمِ بياض سنادسها
يامَنْ يقْطر من بلَّور ملامِحها
كلُّ أناقةِ هذا الوجدِ
فيندهش البلَّورُ لمسْحَتِها!!
ودمي يقطر
من نزق التوق
وملحِ الحلمِ
وزهرِ الشوقْ
فأنا المكتوبُ على بلَّور نسائمها
وأنا المزروعُ ببستان أناملها
وأنا الممنوعُ عن التفريط
بنرجسها
وأنا الممسوسُ بخضرةِ لوعتها
ودمي يتوقف لحظةَ دمعتها
ويتابع سَيْرَ النشوةِ في دمِها
ويراقب سيلَ الموجِ
بأضلعها
سَلِمتْ عيناها حين أضجُّ إليها
من نغماتي
وأرجُّ سكينةَ سنبلها
وأمدُّ بنظرتها
كلَّ حقولِ البنِّ
وأرفع كأسَ الأفقِ لزنبقةٍ
في رأسي
أملؤها من شهدي
وأباغت غفوتَها بالضوءِ وبالنعناعِ
وبالنانرج..
لماذا ينتصب القلبُ لزهرتها
ويوسّدها بالترياقِ
ويقرأ من سوَرِ الزهرِ جلالَ العطر عليها؟!
فعليكِ سلامُ الحقلِ
يجنُّ بموسمهِ
ويوزّعُ باقاتِ العطرِ
على قنديلٍ يتهجّد في فلواتِ الريح
يلمّ شجونَ الماءِ الضاربِ
في أعماقِ الأرض
ويرفع من باطنها
زلزالَ الماءِ
وإكليلَ الأشلاءِ
إليكِ
إليكِ
يسافر في مركبةِ الريح هوائي
ويدمدمُ في بلَّورِ الأفق
ويسند راحتَهُ
فوق بياض النعشِ
ويرقبُ ساعةَ ميلاد
اليقظةْ
من جفنِ الأنسامِ النشوى
ليصافحَ قلباً..
من صفحاتِ الماءْ