|
|
|
محمود حامد |
الشاعر : |
تفعيلة |
القصيدة : |
45526 |
رقم القصيدة : |
|
::: الرَّايَةُ والريح
:::
|
أنتَ الذي
شرد اليمامُ بِكَفِّهِ،
ومشى الغمامُ بمقلتيهِ
وفاض من شفتيهِ
نَهْرُ الأُغنيات
*
وطنٌ يذوبُ على الحنينِ فتشتكي
منهُ السُّفوحُ غَداةَ أشعلها
بجمر التَّمتمات
*
وطنٌ يمرُّ على أنينِ الياسَمينِ
فيستفيق على صدى
الصَّوْتِ الشجيِّ الياسَمينُ
كما ارتعاشُ الُعشْبِ
في كَفِّ النَّدى،
أو خطوة الفجر البهيِّ إلى الصَّلاة
وطنٌ يمرُّ على الدَّمِ العربيِّ،
من بعد انكسار الحزن،
ينهضُ للحياة.
*
هذا هو الزَّمَنُ الذي
يمشي الَّصَنوْبَرُ فيهِ
تشتعلُ الضفاف
من خطوةٍ...
رسمت حُدودَ الكبرياءِ
من الهُتافِ إلى الهُتاف
هذا هو الزمن الذي
تمشي الشَّواهِدُ فيهِ والرَّاياتُ
يمشي بنا حزنُ التُّرابِ فتارةً
تقف الجهاتُ وتارةً
تمضي بنا للمستحيلِ جهاتُ
*
ها أنتَ مُذْ
شَقَّ الصَّهيلُ
إلى السَّماءِ الدَّرْبَ
تبدو صاعداً فَلَكَ العُلى
فبأيِّ غيبٍ رائعٍ
رسمت خُطاكَ القُبَّراتُ،
وأشعلت صمتَ الدُّروبِ
الريحُ والخُطُواتُ!!؟
*
يا مُثقلاً بالكبرياءِ
أقولُ: غَصَّ دمي بحزنِ اللاَّفتاتِ
ولوَّحت بعتابها فوق الشَّواهِدِ،
من جُنون حنينها أسماءُ
ومضت تعربدُ
فوق ساحِ جراحِها أشلاءُ
وتذكرتْ،
يَوْمَ النَّخيلُ أفاقَ
يُشعلُ في التُّرابِ حنينَهُ،
الأشياءُ
ها نحن.. أول خطوة نُلقي بها
في ساحِها...
فإذا الثَّرى نشوانَ ينهضُ
يستعيرُ الصُّبح من أحداقنا
أَلَقَ الشموسِ، وتضحكُ الأرجاءُ
*
يا أُمَّةً...
ضاقت بها صوب العُلى
كُلُّ الدُّروبِ..،
سوى طريقِ المَجْدِ:
من أرق النخيلِ إلى الصَّهيلِ
تَمُدُّ ساحَ الكبر فيهِ دماءُ
*
ها نحنُ.. والصُّبْحِ الذي يأتي
نَمُدُّ إليكِ جسرَ الأُمنياتِ
فخطوة للصُّبح تجمعنا وأُخرى
حين تمشي..
خلفها تمشي سماءٌ من شُموسٍ،
بعدها تمشي سماءٌ من نُسورٍ،
بعدها تمشي بظلِّ الرَّايَةِ الجوزاءُ.
كيف استمالَ بِيَ الطَّريقُ خُطايَ
كي تمشي إليكَ،
وكيف نادمني حنينُ العُشْبِ
كي أسري بذاكرةِ السُّفوحِ كأنني
بكَ رعشةٌ ألقى بها
فوق السُّفوحِ الماءُ!!؟
فصحا تُرابُ الأنبياءِ
تَهُزُّ نخوتَهُ الجريحةَ زفرةٌ
من كبرياءٍ راح يبعثُها
على مَدِّ التُّرابِ إباءُ.
ستظلُّ تخفقُ نبضةٌ
في كُلِّ شريانٍ أفاقَ على الثَّرى
وطناً /دماً...،
ويظلُّ يخفقُ في السَّماءِ لواءُ.
*
هذا هو الجرحُ الذي
انبثقَ النَّخيلُ بضفتيهِ،
وتلك شهقةُ رملةٍ
ستظلُّ تُشعلُ شَمْسَها
عبر الزَّمانِ الريحُ،
أو تمشي بها
في الأُمَّةِ الصَّحراءُ.
*
يا مُوجعاً قلبي بحزنِكَ
هل يَرُدُّ ابنُ الوليدِ بنا
صهيلَ الكبرياءِ،
وهل ستبعثُ شهوةَ السَّاحِ الجريحِ
بِعِزِّهِ الخنساءُ!!؟
إِنَّا نتوقُ للحظةٍ
في الدَّهْرِ تأتي
تستظلُّ بمجدها أرضٌ،
وتعبقُ بالفخارِ سماءُ
وتشقُّ دَرْبَ خُلودها
صوب العُلى خفاقةً
فوق السَّماواتِ الطِّباقِ
الرَّايَةُ الشَمَّاءُ
***
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
121 |
عدد القراءات |
0 |
عدد مرات الاستماع |
0 |
عدد التحميلات |
3.3 �� 5 |
نتائج التقييم |
|
|
|
|
|
 |
البحث عن قصيدة |
 |
|
|
|
|
|
|
 |
البحث عن شاعر |
 |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
47482 |
عدد القصائد |
501 |
عدد الشعراء |
3108710 |
عــدد الــــزوار |
16 |
المتواجدين حالياُ |
|
|
|
|
|