|
|
|
موفق نادر |
الشاعر : |
تفعيلة |
القصيدة : |
45434 |
رقم القصيدة : |
|
::: أسطورة النوم
:::
|
ضحىً
قد أفاق حبيبي
فهزّتْ شموس المدائن أجراسها
وبدا نرجسُ الحقل نشوانَ
يرقصُ
في هالةِ من شذاهُ
أفاقتْ طيور الحياةْ
تنفّض أجنحةً بلّها الطلُّ
هبَّ الصغارُ
يتمّون ألعابَ أمسهُمُ
قلاعُ الشواطئ عادتْ لتعلوْ
من الرملِ
وسْطَ المياهْ
ولكنْ..
ضحىً؟!
فمن خبّأ الفجرَ كيلا نراهْ ؟!
ومن علّم الشمسَ..
ألاَّ تدقَّ النوافذَ
تمسحَ كفُّ أشعتها
أعينَ الأشقياء الصغارْ؟
ضحىً؟!
والحقول تهيب بأصحابها النائمينَ
تؤلّب أزهارها
كي تصوّح بالعطرِ
آهٍ.. وآهْ
إذا الأخضرُ المستهام تعالى
ليستشرفَ النبعَ..
والنهرُ مدَّ خطاهْ
فيا صبحُ هدهدْ حبيبي
إذا نام مثل الغزالْ
وأسبل جفنيه مبتسماً لرؤاهْ
سها الكون
والحلمُ تاهْ
وما عاد في الأرض سوسنةٌ
أو شجيرة أيكٍ..
رأت كيف يغفو حبيبي
وإلا اشتهت أن تميلَ إليه
فتحضن بسمتهُ
والطيورُ التي رخمتْ
غادرت دفءَ أعشاشها
ثم راحت ترفرفُ
علَّ توهّجَ شمس النهار يذوبُ
فيغفو حبيبي
كما الطفل في حضن أمّ رؤومْ
تسنّمَ حلمتها مسبلاً جفنهُ
فيذوبْ النعاسُ
على قُبّة التلّة المشتهاةْ
وتمحو مياهُ الينابيع صمتَ الجبالْ
أيا نهرُ رفقاً
حبيبي ينامْ
دعِ الماءَ يحملْ سرير حبيبي
وينشدُ تهويدة للصباح اللذيذِ
فيرنو الملاك إلى حلْمهِ
حيث ترعى الأيائلُ مرجَ يديهْ
وتدنو صغار المها
كي تنامَ لديهْ
وفي الحلْم تأتي بناتُ المروجِ
يطرّزنَ أردانهُ بالزهورِ..
وبالعشبِ
يا حُسنَ \"يوسفَ\"
حاذرْ ذئاب الفلاةِ
وعشْ حُلْمك المشتهى
فالبناتُ أتينَ
يغنين قبل العشيّة أغنيةً عذبةً
عن زمان لنا
البناتُ يغنين
والأرضُ ترحل نحو الزحامْ
إنهنَّ يرتلن أنشودةً
عن عذاب الهيامْ
فكيف لهذا الحبيب المولّه طاب المنامْ؟!
***
أفاق الرجالُ
يلّمون أمتعةَ اليومِ
بقيا هياكلهمْ
والهواءُ الضئيلُ يشقُّ الصدورَ
ويصعدُ
نافورةً من غبار مواعيدَ مخنوقةٍ
ومن فرحٍ ساح في رَهج الحلْمِ..
ثم انكسرْ!
أفاق الرجالُ
مشَوا في دروب المدينةِ
قافلةً من غجرْ
أتَوا من ثقوب الحياة كهولاً
ومن خلفهم
صعد الفاسقون الصغارْ
فشقوا السكون بصيحاتهم
والتوى الفجر منكفئاً
غاضباً
قاذفاً شمسهُ
مثل جنيّة سوف تكوى الوجوه بمرآتها
وبكتْ خلفهم نسوةٌ كالحاتٌ
ورددتِ الأرضُ
غارت ينابيعُ أحلامنا في الفضاءِ..
الخواءْ
وما كان في حيِّنا مَنْ يقول:
أفق يا حبيب الفؤادْ
أعدْ للسفوح ارتعاشاتِها
وللكوكبين اللذين على الصدرِ
سرَّ البهاءْ
لم يعد بيننا من تبّسمَ
أو خطَّ سطراً على صفحة الأمنياتْ
لم يعدْ
فالزمانُ هباءْ
والكلامُ هراءْ
لم يعد بيننا مَنْ يجيب النداءْ!
***
ضحىً
صار مهدُ الحبيبِ
كأسفلت هذي الشوارعِ
يمتدُّ نحو النهايةِ
مبتهجاً بالحضيض اللذيذِ
وبالموتِ
ما من طيورٍ ترفرفُ
والوردُ خبّأ سحنته بالدخانْ
من الخلف تأتي بناتُ الهوى
يطرزن أكفانه بالدماءْ..
وبالقهرِ
يا حزنَ \"يعقوبَ\"
هذي ذئابُ المدينةِ..
تنهش من مقلتيهْ
وتلقي بقايا القميصِ الذي
مزّقته البراثنُ
فوقَ يديهْ!!
يجيء الرجالُ
يجرّون بُقيا هياكلهم
ويبكون من غير صوتٍ
ومن غير دمعٍ
يمدّون أيديهمْ
يلمسونَ الجسدْ
مسجّى على دمهِ..
للأبدْ
وفي الأفْقِ
يرعش صوتُ المؤذّنِ:
اللهُ أكبرُ
اللهُ أكبرُ
مات الولدْ!!.
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
107 |
عدد القراءات |
0 |
عدد مرات الاستماع |
0 |
عدد التحميلات |
3.0 �� 5 |
نتائج التقييم |
|
|
|
|
|
 |
البحث عن قصيدة |
 |
|
|
|
|
|
|
 |
البحث عن شاعر |
 |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
47482 |
عدد القصائد |
501 |
عدد الشعراء |
3001004 |
عــدد الــــزوار |
9 |
المتواجدين حالياُ |
|
|
|
|
|